رغم ما تدرّه السياحة الايكولوجية من عملة صعبة... ورغم قدرتها على خلق مواطن التشغيل في الجهات، وتثمين الطبيعة التونسية، وجلب سيّاح من الدرجة الاولى، الا انها لم تحظ بالعناية اللازمة من وزارة السياحة. أكّد السيد الحبيب بن موسى مدير عام البيئة وجودة الحياة ل «الشروق» ان السياحة الايكولوجية لم تحظ بالعناية اللازمة في العهد السابق، جاء ذلك خلال ورشة عمل حول «السياحة الايكولوجية: من أجل تثمين الغايات وتعزيز التنمية الجهوية التي انعقدت امس وتتواصل اليوم بأحد النزل التونسية والتي نظّمتها وزارة الفلاحة والبيئة بالتعاون مع منظّمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة. وكان كاتب الدولة لدى وزارة الفلاحة والبيئة أكد على أهمية السياحة الايكولوجية وقدرتها على جلب السياح وخلق فرص للتشغيل رغم أن هذا القطاع لم يحظ بالعناية في العهد السابق. وخلال حديثه ل «الشروق» قال السيد الحبيب بن موسى مدير عام البيئة وجودة الحياة إن السياحة الايكولوجية من شأنها ان تنمّي المناطق الداخلية، حيث توجد ثروات طبيعية هامة بتونس من غابات وواحات وصحارى... وحيوانات ونباتات. وأضاف أن الحل الوحيد والبديل لتنمية هذه المناطق هو خلق مسالك سياحية ايكولوجية لتنميتها. وقال: «لم تحظ السياحة الايكولوجية في العهد السابق بعناية... ولم يكن هناك تعاون بين وزارة الفلاحة والسياحة من أجل تنمية السياحة الايكولوجية». وفسّر محدثنا المشكل في السياحة الايكولوجية بأنه ليس في البنية التحتية بل هي مشاكل تتعلق باستراتيجية وزارة السياحة التي مازالت تعتبر السياحة الايكولوجية سياحة تكميلية وليست عنصرا قائما بذاته... في حين ان سائح اليوم يبحث عن الجديد... وآفاق أخرى. وتحدث مدير عام البيئة وجودة الحياة عن مشروع مع البنك الدولي لتطوير السياحة الايكولوجية ويتمثل في مسلك ذاكرة الصحراء والواحات، وقد تم الانطلاق في الدراسات... وسيتم في هذا المشروع التركيز على مقوّمات السياحة الايكولوجية وتثمين الطبيعة في الجنوب التونسي وسيمر المسلك بكل من تطاوين وتوزر وقابس ومدنين وقفصة وسيدي بوزيد... وسينطلق التحضير للمشروع قريبا. وللاشارة هناك عشرة مسالك ايكولوجية حاليا وضعتها وزارة البيئة وهي موزعة على كامل انحاء الجمهورية. وتحدث السيد طارق النفزي (خبير في السياحة ومستثمر) ل «الشروق» عن السياحة الايكولوجية قائلا ان السائح الذي يبحث عن الطبيعة والحياة التقليدية وخصائص البحر والغابات هو سائح مستعد للانفاق... انهم طبقة من السياح الاثرياء الذين لم تستقطبهم بلادنا بعد... وأضاف ان بلدانا مثل الاردن ومصر والمغرب قد بلغت أشواطا متقدمة في هذا المجال.... في حين أنه لا وجود لسياحة ايكولوجية في بلادنا، وبلادنا غير معروفة بعد. وأشار إلى انفاق سائحة امريكية لمبلغ ستة آلاف دولار من أجل رؤيةعصفور... وعن بحث السياح لرؤية حيوانات ونباتات نادرة... وقدرتهم على الانفاق. وأضاف أن السائح اليوم يبحث عن تقضية وقت في الطبيعة بعيدا عن روتين الحياة اليومية، وأنه مستعد لدفع الملايين من أجل العيش في كوخ... ورؤية اقتطاع الحطب واستعماله، أو من أجل الصيد التقليدي... وركوب بغل... أو القيام بأعمال فلاحية... والعيش مع حياة العسل والطابونة والحليب الطازج... وقال ان تونس تحتوي كنوزا طبيعية... لكن ينقصها الترويج.