كان جمهور مهرجان بنزرت الدولي على موعد مع العرض الافتتاحي في سهرة موسيقية لفرقة مدينة بنزرت للموسيقى العربية بقيادة الأستاذ لسعد خليل أثثتها مجموعة من مطربي الجهة. وكانت السهرة بعنوان «تلمت الأحباب» بمثابة الرؤيا العاكسة للدورة 29 وبألوان الاختبار لمدى اقبال الجمهور على فعاليات المهرجان وجس نبضه في التجاوب مع هذا النمط من السهرات الطربية ولم يرتق الاقبال الى المستوى الذي كانت تتطلع إليه الهيئة المديرة رغم مجانية الدخول حيث كان الحضور في مستوى الألف متفرج فقط غادر جلهم مدرجات مسرح الهواء الطلق قبل أن تنتهي السهرة في هدوء يعكس نجاح الجانب الأمني الذي شارك في تنظيمه مجموعة من المتطوعين وأحزاب سياسية ومختلف مكوّنات المجتمع المدني. وتداول على المصدح 6 فنانين من أبناء الجهة كان أولهم محمد موحة ومن المفارقات أن هذا الفنان توجه بانتقادات إلى المهرجان بالندوة الصحفية ثم كان أول من اعتلى ركحه وقدم باقة من الأغاني في اطار وصلة موسيقية من وحي الفن الخالد لأهرام الأغنية التونسية علي الرياحي محمد الجموسي الهادي الجويني وحسيبة رشدي. أما الفنانة عفيفة فقد استهلت مشاركتها في السهرة بأغنية وطنية لأمينة فاخت بعنوان «موعدنا أرضك يا بلدنا» وأغنية «ريحة البلاد» لمحمد الجموسي أرادت أن تهديها إلى أبناء تونس المغتربين. وحين أحست أن الجمهور لم يتجاوب معها بالكيفية المطلوبة غيرت الاتجاه نحو الأغاني الراقصة وهو ما أدخل بعض الحركية بين الحاضرين. وبالنسبة إلى الفنان فيصل رجيبة فقد شكر الثورة التي مكنته من استرجاع حقه في اعتلاء ركح مهرجان بنزرت بعد اقصائه لمدة 30 سنة من طرف أزلام النظام البائد وأكد في تأثر كبير وصوت متهدج حصوله على 47 جائزة وطنية خلال مسيرته الفنية ولكنه وقع تهميشه ممّا دفع الجمهور الىالتعاطف معه وصفق له طويلا ووضعه في اطاره الملائم لتقديم مجموعة من أغاني علي الرياحي التي اشتهر بإتقان أدائها وأغنية «تعرف إلي أنموت عليك» من كلماته وألحانه ثم أحال المصدح الى الفنانة بشرى في ثلاث أغان وفسحت المجال لضيف الشرف الفنان سليم دمق الذي نشط السهرة ودفع الجمهور الى الرقص من خلال بعض أغانيه المعروفة «محلاها كحلة الأنظار» و«شي كبير يا عمري» و«العروسة»... واختتم السهرة الفنان عبد الرزاق البجاوي بثلاث أغنيات من التراث البنزرتي الأصيل.