وكأن الزمن توقف عند ندوة العام الماضي...ذات الوجوه تطالب بذات المطالب وتسأل نفس الاسئلة بنفس اللهجة التي طرحتها بها سابقا... وبملامح مشبعة باللوم... يطرحون أسئلة قد لا تحتاج اجابة ويدلون بمداخلات غلّبت ماهو شخصي على ما هو جماعي وماهو قادر على تقديم الاضافة للوطن... ثم تطوّر الامر حد التراشق بالاحتجاجات داخل القاعة... حدث هذا في ندوة الكفاءات التونسية بالخارج التي نظّمها ديوان التونسيين بالخارج أمس بالعاصمة. الكل لام الديوان على اهماله بعض تفاصيل الاهتمام بالجالية واهماله دعوة البعض لحضور الندوة... لوم تحوّل الى حالة تشنّج بين الحاضرين أحيانا... فعاب مختص في علم الاجتماع تناسي الديوان لهموم الجالية في ايطاليا من ذلك القيام ربما بدراسة او ما شابه لجمع معطيات حول أوضاع المهاجرين في دولة الاقامة... فردّ مختص آخر في علم الاجتماع بعد ان لام مدير عام الديوان عن عدم توجيه الدعوة له لحضور الندوة «هناك بحث قمت به شخصيا حول الجالية في ايطاليا وانت لم تطّلع عليه» فردّ المتحدث الاول بتشنّج «انني مختص ايضا في علم الاجتماع»... وتتالت مداخلات اللوم حدّ التحول الى ما يشبه الصراع اللفظي داخل قاعة الندوة اذ عاب مهاجر مقيم في السويد على الحضور التحدث بلغة دولة الاقامة والمقصود الفرنسية مطالبا ايّاهم بالتحدث بلغة الوطن حينها هاج عدد من المتحدثين بالفرنسية داخل القاعة وطلبوا منه احترام المهاجرين وطلب منه أحدهم التعريف بنفسه بقوله «من أنت؟»...غضب المتحدث وقال «لست من الداخلية» ويقصد انه ليس مندسّا وقرّر المغادرة مع مرافقته فتدخل وزير الشؤون الاجتماعية السيد محمد الناصر وطلب من المُطالب بهويّة المتحدث احترام الآخرين وبدا التشنّج على الوزير بدوره وهو يطلب من الجميع الاصغاء الى بعض قائلا «الندوة مفتوحة لكم جميعا دون اقصاء» وطلب من المتحدث عدم مغادرة القاعة واستكمال مداخلته. حالة من التشنّج دفعت عددا هاما من الصحفيين الى مغادرة القاعة بحسرة حول المستوى الذي وصل اليه النقاش بين نخبتنا في الخارج... هؤلاء من المفروض أن يعود كل واحد منهم بورقة عمل في اختصاصه يقدمها للوطن لمساعدته على تخطّي هذه المرحلة الانتقالية... بدل اللوم والتراشق بكلمات لن تفيد أحدا ما عدا خسارة هذا الوطن لنخبته...هذا الوطن الذي يحتاج الى خلق لوبي تونس في الداخل والخارج لاعادة بناء ما نهبته عصابة القيادة السابقة.