أكدت مصادر مطلعة وقريبة جدا من القوات النظامية الليبية ل«الشروق» أن العقيد معمر القذافي يقود بنفسه العمليات العسكرية من قصره بمدينة جندوبة الليبية الواقعة على بعد 15 كلم من مدينة غريان البعيدة بدورها 70 كلم عن العاصمة الليبية باتجاه الغرب وجبل نافود. وازن «الشروق» من مبعوثنا الخاص الحبيب الميساوي يذكر أنّ العقيد القذافي كان قد صرّح في أول خطاب له بعد بداية الأحداث في ليبيا أن نظامه لم يستعمل القوة بعد وأنه متى وشهد أي القذافي يرتدي بزّته العسكرية فذلك يعني أنه أعلن فعليّا الحرب على من أسماهم بالجرذان علما وأن مدينة جندوبة تحوي قصرا للقذافي مجهّزا بأحدث وسائل الاتصال ويقع على أنفاق يقال إنها تمتد على مسافة كيلومترات لتلتحم بقنوات النهر العظيم الذي يمتد بدوره الى مدينة يفرن أولى أكبر مدن الجبل الغربي والبعيدة 300 كلم على الحدود مع تونس من جهة معبر ذهيبة. كما ذكر نفس المصدر ل«الشروق» أن شحنة جديدة من صواريخ 7-SA وقرايل وهي صواريخ أرض أرض دخلت فعليّا في الخدمة وهي تستعمل الآن في المعارك سواء في جبهة البريقة أو جبهة مثلت بير عياد ككلة بير الغنم. نفس المصدر قال ل«الشروق» ان هذه الصواريخ قادرة على ضرب مواقع في بنغازي ونالوت على الحدود مع تونس على أن السؤال المطروح الآن كيف ستستخدم القوات النظامية الليبية مثل هذه الصواريخ وقوات الناتو تقول إنها دمرت 90٪ من محطات اطلاق الصواريخ التي يحتكم عليها الجيش الليبي. في ذات السياق أكد مصدرنا أن العقيد القذافي قام باسناد مهمة حماية طرابلس العاصمة الى ابنه سيف الاسلام الذي يسيّر الآن اللواء 32 وهو أكبر الألوية التابعة للجيش الليبي النظامي فيما أوكلت مهمة دحر الثوار في مثلث النفط بالبريقة الى ابنه خميس الذي يقود بنفسه اللواء الرابع عشر وكتائب الصاعقة الشبيهة بالحرس الجمهوري في ايران والعراق. كما علمت «الشروق» أنه خلافا لما أذاعته عديد القنوات العربية والأجنبية، فإن الثوار تكبّدوا خسائر كبيرة في الأرواح ما بين جبهات البريقة ومسراطة شرقا وبير الغنم غربا وتأكد ذلك صباح أمس بعبور عديد سيارات الاسعاف لبوابة ذهيبة تحمل عديد الجرحى الى المستشفيات التونسية. كما شاهدنا سيارات اسعاف أخرى تابعة للمجلس الانتقالي الغربي تغادر نفس البوابة لتدخل التراب الليبي فيما وضعت كافة الطواقم الطبية العسكرية التونسيةعلى أهبة الاستعداد تحسبا لأيّ تدفق للجرحى. ألغام بلجيكية الى ذلك علمت «الشروق» أن القوات النظامية الليبية قامت بزرع ألغام بلاستيكية من صنع بلجيكي في كل من سهل غريان وجدابيا والبريقة ومسراطة وتحصلت «الشروق» على شريط فيديو يحمل فيه أحد عناصر الثوار لغما وبإمكان قرائنا مشاهدته على الموقع الخاص بالجريدة يظهر فيه مصدر تلك الألغام والبلد المصنّع له وتاريخ الانتاج. ننتصر أو نموت قال الثوار أما العقيد معمر القذافي فقال ننتصر أو ننتحر وبين موت الثوار وانتحار القذافي تشرّد يوميا آلاف العائلات الليبية لتنزح الى تونس هروبا من جحيم حرب بلا منطق. وحرب قد تطول أكثر ممّا يتوقع الجميع ولن تحسم فعليا إلاّ من الداخل أي بانقلاب الجيش على العقيد وهو الشعار الذي يرفعه في الأيام الأخيرة الآلاف من الليبيين المقيمين في المناطق المحرّرة شعار مفاده «الجيش العتيد يريد اسقاط العقيد». وهي دعوة لدفع الجيش الى التحرّك ضدّ قائده وإنهاء الحرب ومن ثمة آلام شعب بأسره.