تسعى طرابلس الى فتح قناة ديبلوماسية مع واشنطن عساها تنهي القتال المستمر في ليبيا منذ أكثر من 5 أشهر فيما هدد النظام بتحويل «البريقة» الى جحيم حال إقدام الثوار على السيطرة عليها. عواصم (وكالات) وأقرت واشنطن بإجراء اتصالات سياسية مع ممثلي العقيد القذافي بتونس وذلك تزامنا مع تأكيد باريس بأن «العدّ العكسي» لنظام القذافي قد بدأ. اجتماع ورسالة وأعلن مسؤول امريكي الليلة قبل الماضية عن اجتماع دار بين موفدين أمريكيين وممثلين عن طرابلس مضيفا ان مسؤولي بلاده حثوا القذافي على التخلي عن السلطة. وأضاف ان الرسالة الواضحة والصريحة التي حملها المسؤولون الأمريكيون الى نظام طرابلس تتمثل في تنحي العقيد مشيرا الى توافق تام في خطاب الديبلوماسية الأمريكية وتماه بين المعلن اعلاميا والمصرّح به داخل الغرف المغلقة. واعتبر ان الأمر لا يتعلق بالتفاوض وإنما بتوجيه رسالة متابعا ليس لدينا خطة للقاء جديد فأظن بأن «الرسالة وصلت». وأوضح ان هذا المطلب هو الذي سيسمح ببدء عملية سياسية جديدة تعكس إرادة وتطلعات الشعب الليبي. وحدّد مسؤول أمريكي هوية المفاوضين الأمريكيين بأنهم جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وجيني كريتز السفير الأمريكي في ليبيا وغيرهما. طرابلس تردّ وردت طرابلس على التصريحات الأمريكية بالتأكيد ان النظام الليبي يؤيد الحوار والمبادرات السلمية شريطة الا يقرر مصير ليبيا من الخارج. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية موسى ابراهيم ان اي حوار مع الفرنسيين أو الأمريكيين او البريطانيين هو موضع ترحيب ونحن مستعدون للتحاور، مضيفا كانت أية دولة متورطة في العدوان علينا وتريد تغيير موقفها... فلتأت إلينا وسنناقش كل شيء ولكن لا تفرضوا شروطا لمحادثاتكم... اتركوا ليبيا والليبيين يقررون مستقبلهم. وأشار الى أن المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين جرت السبت الماضي في تونس. جحيم وخلال تطرقه الى المعارك في مدينة «البريڤة» شرق البلاد، قال ابراهيم ان الدفاع عن «البريڤة» حيوي للغاية ومهم لحياة الشعب الليبي وسنحولها الى جحيم ولن نسلمها ل «المتمردين» حسب وصفه حتى وإن كلّف ذلك قتل الآلاف منهم وتدمير المدينة برمتها. وأضاف ان «البريڤة» لا تزال بالكامل تحت سيطرة قواتنا بمساعدة القبائل والمتطوعين.. وكل ما أعلنه المجلس الوطني الانتقالي المزعوم، على حد تعبيره كذب ومعلومات غير صحيحة. وأكد ان «المتمردين» حاولوا استعادة المدينة ولكن تم صدّهم وخسروا في المعركة أكثر من 500 عنصر من رجالهم وقُتل من «الكتائب» 30 عنصرا. في الطرف المقابل، أعلن الثوار الليلة قبل الماضية سيطرتهم على مرفإ «البريڤة» النفطي عقب انسحاب القسم الأكبر من «الكتائب». وقال المتحدث باسم الثوار شمس الدين عبد الملا إنه تم قطع طريق الامدالات الغذائية والمائية عن العناصر النظامية المتبقية في «البريڤة» وأنها بعد مرور فترة محددة سيفطنون الى هذا الأمر، معبّرا عن أمله في عدم إراقة الدم الليبي. وأضاف ان معظم قوات المجلس تدخل البريقة حاليا لتفكيك الألغام المنتشرة هناك. وأشار الى أنهم عثروا على عدد كبير من الألغام المضادة للأفراد وعملية التنظيف والإزالة ستستغرق وقتا. العدّ العكسي... الفرنسي في غضون ذلك، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه ان العدّ التنازلي قد بدأ في ليبيا وأن الأمور حسب منظوره يمكن ان تسير أسرع مما هو متوقع. وأعرب عن حذره من تصرفات القذافي الذي قد يأخذ السكان في العاصمة طرابلس كرهائن. ورأى ان الأمور تتطوّر لأن الرأي العام الليبي أصبحت لديه الآن قناعة مطلقة بأن العقيد لم يعد يمثل حلاّ للمستقبل في البلاد. وأضاف ان النساء والرجال الذين لم يكونوا يوما ما محاربين قرروا تنظيم أنفسهم لأنهم لم يعودوا يتحملوا السلطة العسكرية ودكتاتورية العقيد، حسب تعبيره ووصفه أيضا.