صعّدت المقاومة العراقية عملياتها ضدّ المتعاونين مع قوات الاحتلال وكثفت ضرباتها ضدهم وذلك في اطار استراتيجية تهدف بالخصوص الى عزل الأمريكان على أن يتم «الاستفراد» بهم في ما بعد». وأكدت مصادر متطابقة في هذا الصدد أن «حرب» المقاومة «حصدت» المئات من العملاء الذين باتوا في حالة رعب وفرار جماعي.ويلجأ الأمريكان بالعراق الى شرطة ومترجمين ومقاولين عراقيين وذلك لهدف وضعهم في «الواجهة» مع المقاومة الأمر الذي قد يجنبهم المزيد من الضربات ويسهل وجودهم بهذا البلد.. لكن المقاومة العراقية «تفطنت» الى ما تخطط له القوات الامريكية على ما يبدو ووسعت في المقابل دائرة عملياتها ضد هؤلاء وأعلنت عليهم «حربا شاملة». حرب... شاملة وذكرت مصادر متطابقة في هذا الصدد أن قوات الشرطة والجنود والمقاولين والمترجمين العراقيين الذين يتعاونون مع الاحتلال أصبحوا الآن جميعا في دائرة الاستهداف للمقاومة العراقية.. بل ان مصادر رأت أن هؤلاء ربما باتوا هدفا للمقاومة أكثر من قوات الاحتلال ذاتها.. لكن ذلك لا يعني أن المقاومة قد صرفت النظر عن الاحتلال وإنما تريد من وراء هذه الخطة بالخصوص «تصفية» هؤلاء «العملاء» على أن يتم في الوقت ذاته تضييق الخناق على الغزاة والاستفراد بهم ثم الإجهاز عليهم. واعتبر مصدر ديبلوماسي رفض الإفصاح عن هويته في هذا الاطار أن المقاومة تريد من وراء هذه الاستراتيجية التي تعتمدها «ترهيب» المتعاونين مع الأمريكان وثنيهم عن تقديم المساعدة للغزاة عن تنفيذ مخططات الاحتلال بالعراق. رعب... و»فرار جماعي» وحسب مصادر متطابقة فإن هذه الاستراتيجية أتت أكلها وأصبح المتعاونون مع الاحتلال في حالة رعب كبيرة وغير راغبين في الاستمرار في «سياستهم» هذه.. بل ان هذا الأمر أكدته مصادر رسمية أمريكية أيضا التي تحدثت مؤخرا عن عملية «فرار جماعي» لجنود علاوي من خدمتهم في «جيش العراق الجديد».. وكانت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أعلنت في وقت سابق أن نحو 80 بالمائة من الجنود العراقيين تخلوا عن مهامهم في الفترة الأخيرة وخصوصا في معركتي الفلوجة والنجف حيث سقط العديد من القتلى في صفوف الشرطة العراقية وعديد المتعاونين الآخرين.. وحسب احصاءات رسمية أعدتها السلطات العراقية فإن أكثر من 600 قتيل من الشرطة العراقية فقط سقطوا منذ الاحتلال. لكن مصادر في قوات الاحتلال قلّلت من جهتها من «ظاهرة» استهداف المتعاونين مع قوات الاحتلال واعتبرت أن ذلك يعد أمرا «طبيعيا» في ضوء المرحلة الحاسمة التي يعيش على وقعها العراق والتي تتطلب تخليصه مما وصفته ب»الإرهاب» على حدّ زعمها. وقالت المصادر نفسها أن هذه الهجمات سوف لن تثني «العراقيين» على مواجهة المخاطر التي تتهدد بلدهم، على حدّ تعبيرها.