منذ حوالي 15 عاما، كانت المكتبة السينمائية في تونس، تفخر بفيلم يعدّ من الآثار الفنية النادرة في الوطن العربي. والفيلم هو «عين الغزال» الذي أخرجه شمامة شكلي وقامت ببطولته الممثلة التونسية هايدي تمزالي. وقيمة الفيلم، تتمثل بالخصوص، في كونه أول فيلم روائي تونسي، وعربي، تم إنتاجه في الوطن العربي، إذ يعود تاريخ إنتاجه الى بداية القرن الماضي، وتحديدا عام 1924، كما حمل بين أبطاله، أول ممثلة سينمائية تونسية هي هايدي تمزالي. هذا الفيلم الذي يمثل أول تجربة في تاريخ السينما التونسية والعربية قدمته وزارة الثقافة قبل 15 سنة، الى المكتب السينمائية الفرنسية (السينماتيك) من أجل ترميمه واصلاحه، ولكن الى حد اليوم هذا، لم يعد الفيلم، ولم يظهر أي خبر عنه.. ولعل ما نخشاه، هو أن يظل الفيلم هناك، مثلما حدث للمئات من الأشرطة السمعية البصرية التي وقع السطو عليها وتمّ إلحاقها بالمكتبة السينمائية الفرنسية، وبعض المكتبات الأخرى الخاصة. ونأمل، ونحن على أبواب افتتاح الدورة العشرين لأيام قرطاج السينمائية، أن تعاود وزارة الثقافة والشباب والترفيه، مراسلة المكتبة السينمائية الفرنسية والحرص على استعادة الفيلم الى المكتبة السينمائية الوطنية لأنه أثر نادر لا يمكن أن يضيع بهذا الشكل.. وكم كنا نفخر، لو تمّت استعادته في هذا الظرف بالذات، ونحن نحتفل بالدورة العشرين لأيام قرطاج السينمائية. تصوروا لو كان الفيلم بيننا!.. الأكيد أنه سيكون الأولى بين كل الأفلام لافتتاح المهرجان!