قررت دائرة الاتهام بمحكة الاستئناف قفصة مؤخرا احالة المتهم على الدائرة الجنائية لمحاكمته من أجل القتل العمد وهو من مواليد 1962 أصيل معتمدية المظيلة. وقد انتجت الابحاث والتحقيقات ان المتهم كان يوم الواقعة الموافق ل22 جانفي 2004 يعقد جلسة خمرية صحبة مجموعة من الشبان في غرفة بمنزله الكائن بأحد أحياء قفصة واتضح أنهم كانوا يحتسون «الرابا» و»القيشم» وهما مادتان مسكرتان تصنعان محليا وحوالي الساعة الرابعة بعد الزوال قدم شقيق المتهم صحبة صديق له وقد طلب المظنون فيه من شقيقه الذي يصغره سنا مجالسته هو ومرافقه فامتثلا، وبعد ان أثر فيهم السكر انخرطوا في المزاح والغناء ثم تعمّد الشقيق الاصغر استفزاز شقيقه (الهالك) ومعاتبته على استقباله اصدقائه وعقد الجلسات الخمرية بمنزله خاصة وأنه متزوج وله أبناء، وطلب من المجموعة مغادرة المكان فاستجابوا ولم يبق غير الشقيقين وصديق أصغرهما. وقد انفعل المتهم من تصرفات شقيقه فعاتبه ثم احتدّ النقاش بينهما وفجأة باغت الأصغر شقيقه بلكمة على خدّه ثم حاول اصابته بضربة رأسية الشيء الذي زاد في انفعال المتهم فقرر اخراج الهالك من منزله لكنه حاول الاعتداء عليه مجددا قبل ان يتدخل صديقه ويمنعه. وتحت تأثير المادة المسكرة والغضب والانفعال استلّ الشقيق الاكبر موسى من طيات ثيابه وسدّد بها لشقيقه طعنة واحدة على مستوى قلبه فأرداه قتيلا. قام المظنون فيه اثر ذلك بغسل أداة الجريمة واخفائها بين أدوات الطبخ وطلب من صديق الهالك أن يعلم رجال الامن بأن الهالك قدم بعد ان تلقى طعنة من مجهول لكن الشاهد لم يستجب لدعوته فاعترف المتهم لاحقا بجميع ما نسب اليه ونفى نية القتل الشديد وأبدى ندمه وقد تطابقت اعترافاته مع شهادات الشهود وانسجمت مع ما أنتجته الابحاث والتحقيقات وعملية التشخيص في انتظار ان تقول المحكمة كلمتها الأخيرة العادلة.