أجلت الدائرة الجنائية بقفصة مؤخرا النظر في قضية شقيقين متهمين بقتل شاب أوائل شهر أفريل من هذه السنة بمنطقة العسالة بقفصة اثر خلافات حصلت بينهما وبين الهالك. وحسب ملفات القضية فإن أعوان الفرقة العدلية بقفصة وردت عليهم في احدى الليالي من أوائل شهر أفريل الماضي مكالمة هاتفية من المستشفى الجهوي بقفصة مفادها قبول شاب في حالة حرجة كان تلقى عدة اصابات في صدره ورأسه بآلة حادة أدت إلى وفاته. واثر معاينة الجثة انطلقت الأبحاث في الموضوع وأفضت إلى ايقاف شابين (شقيقين) يقطنان منطقة الهالك وصرح أحدهما (وهو المتهم الرئيسي) في هذه القضية لدى باحث البداية آن الهالك اختلف قبل مدة من حدوث الواقعة مع شقيقه حول دفع معلوم اللعب بقاعة ألعاب كان يديرها الهالك ووقع تجاوز هذا الخلاف وعادت الأمور إلى مجاريها لكن المجني عليه قبل وفاته استمر في استفزازه والاستهزاء به أمام أترابه في مناسبات عديدة. وأضاف أنه مساء الواقعة عقد جلسة خمرية مع بعض أصدقائه بأحد الأودية وصدفة أقبل عليهم الهالك لاقتناء كمية من احدى المواد المسكرة (القيشم) وفي الأثناء نشب بينهما الخلاف من جديد فتراشقا بالحجارة وأصاب كلاهما الآخر ثم غادر الهالك المكان. وبعد أن انتهى (المتهم) من جلسته الخمرية وبحلول الظلام عاد الى منطقة سكناه وأمام متجر أحد باعة الفواكه الجافة أقبل عليه الهالك مرة أخرى واستفزه من جديد إلى أن تشابكا بالأيدي وتبادلا اللكمات وكان الهالك أسقطه أرضا فجذبه إليه أثناء سقوطه ولا يعرف إن كان انغرس السكين في صدر خصمه أو طعنه به لحالة السكر التي كان عليها. ثم تراجع عن اعترافاته الأولية وأنكر أمام قاضي التحقيق طعنه لخصمه بالسكين وصرح انه أثناء الالتحام ببعضهما انغرس السكين التي كان يخفيها بأحد أكمام يديه دون أن يطعنه بها. أما شقيقه فصرح أنه حضر الى مكان الواقعة صدفة على متن سيارة أحد رفاقه ولما شاهد شقيقه ملقى على الأرض تدخل لفض النزاع وأنكر مشاركته له في تعنيف الهالك وأكد أنه دفعه بعيدا عن أخيه ثم غادرا المكان مع بعضهما على متن السيارة. وصرح بعض الشهود أن أحد الشقيقين سدد عدة طعنات الى الهالك الذي تحامل على نفسه وغادر المكان متجها الى منزله أين تم نقله إلى المستشفى ثم لفظ أنفاسه متأثرا باصابته. وصرح والد الهالك أن المتهم الرئيسي ما فتىء يستفز ابنه في مناسبات عديدة وزادت الأحقاد بين ابنه والمتهم اثر الخلاف الذي حصل بين ابنه وأحد المتهمين لعدم خلاصه معلوم اللعب بقاعة الألعاب التي كان يديرها ابنه الهالك وطالب بتتبع الشقيقين عدليا. وتم حجز السكين ملقاة بأحد المنازل المهجورة والقريبة من مسرح الجريمة واعترف المتهم بملكيتها وبرر وجودها لديه باستعمالها في الدفاع عن نفسه وتفاديا لتهديدات خصمه. وأثبت تقرير الطبيب الشرعي تعرض الهالك الى عدة اصابات مختلفة برأسه وصدره وساعده ومزقت احدى الطعنات جزءا من رئته وقلبه السبب الذي أدى الى وفاته. واستنتج قاضي التحقيق ودائرة الاتهام من كل هذه الملابسات والوقائع ما يكفي لاتهام احد الشقيقين بتهمة القتل العمد مع سابقية القصد واتهام شقيقه بالمشاركة في ذلك واحالتهما على أنظار الدائرة الجنائية بابتدائية قفصة للنظر في القضية. وقد رأت الدائرة مؤخرا تأجيل النظر في القضية إلى وقت لاحق.