مكتب بنزرت (الشروق) عرفت مدينة الماتلين او» الميتيلان « بمعتمدية راس الجبل من ولاية بنزرت توافدا حضاريا ولعل في تعدد المعالم بها مثل القصور والعيون و»الدواميس» ابرز الشواهد التاريخية على ذلك. وعن تاريخ المدينة وتمسميتها افادنا المهندس والباحث الاستاذ «محمد الناصر قلوز « ان تسمية مدينة الماتلين الحالية تثير كثيرا من الجدل فليس هناك اتفاق واضح على اصل تسميتها الحالية لكن يبقى الثابت ان تاريخ الماتلين يعود الى العهود القديمة وهي مدينة بونية موجودة على الشاطئ وكانت تسمى تينيزيا أي مدينة «التن «. وقد اطلق عليها اللاتينيون اسم «تيموس» ويعود اصل تاسيسها الى اعتبارين اثنين اولهما السفر بحرا وثانيتهما اهتمام البونيين بهجرة التن . وفي تصفحنا لمؤلف الباحث محمد الناصر قلوز بعنوان «الماتلين» نرصد انه خلال الفترة الرومانية توسعت البلاد انطلاقا من كاب زبيب وصولا الى شاطئ مامي ومن ثمة توزعت الى قسمين قسم للاغنياء مطل على البحر واخر لما يمكن وصفه بداخل البلاد خاص بالطبقة المتوسطة . وهوما يشهد عليه اقامة مقبرة خاصة بالطبقة الغنية انذاك ومع الفتح الإسلامي والعهد الاغلبي تم تكوين ما عرف بقصر «ترشة داود « وهي توصيف يطلق على انوع من الصخر وهي من التسميات القديمة التي عرفت بها «الماتلين» التي اختيرت لموقعها الحصن والهادئ . ولعل انتشار ما يعرف بالدوامس في احياء كبرى من مدينة الماتلين خير دليل على هذا الدور . وكانت سلسلة القصور مستعملة لحماية السكان ومراقبة البحر والانذار بعلامات خاصة وناجعة من الخطر المحدق وقد فتح المسلمون قرية الماتلين سنة 45 هجري «.