يمكن لزائر مدينة إسطنبول التركية أن يحظى بفرصة مشاهدة مقدسات وأمانات نبوية، نقلها إلى تركيا فخر الدين باشا، آخر الأمراء العثمانيين على المدينةالمنورة . وتوجد هذه الأمانات في قصر توب كابي بالقسم الأوروبي من مدينة إسطنبول، ووصلت إلى المدينة التركية خلال فترة إمارة فخر الدين باشا في المدينةالمنورة بين عامي 1916 و1919، ومنها وعاء شرب الماء للرسول محمد، وأثر قدمه، ورداء فاطمة الزهراء وصندوقها . كيف وصلت الأمانات لتركيا؟ كان فخر الدين باشا قائد فيلق بالجيش العثماني الرابع في الموصل برتبة عميد عندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، واستُدعي عام 1916 إلى الحجاز؛ للدفاع عن المدينةالمنورة عندما بدت تلوح في الأفق نذر نجاح الإنكليز في إثارة حركة مسلحة ضد الدولة العثمانية. ويوم 3 جوان 1916، حوصرت المدينة من قِبل الشريف حسين، المدعوم من الإنكليز، حيث قاموا بتدمير الخط الحديدي الحجازي وخط التلغراف حول المدينةالمنورة، إلا أن فخر الدين كان قد اتخذ جميع التدابير الاحترازية، مما أفشل مخططاتهم وأبعدهم عن المدينة "يني شفق" التركية وبعد هذه الهجمات، أمرت الحكومة العثمانية في إسطنبول فخر الدين باشا بإخلاء المدينةالمنورة، إلا أنه رفض، وقال إنه لن يُنزل العَلم التركي بيديه وطلب من الدولة أن تدعمه بفوج من الجنود واقترح على الدولة العثمانية نقل الأمانات المقدسة الشريفة إلى إسطنبول كتدبير وقائي من أي نهب وسلب قد تتعرض له المدينةالمنورة. ووافقت الدولة العثمانية على طلبه، وقامت بإرسال 30 غرضا من الأمانات النبوية الشريفة، ورافقتها حراسة مكونة من 2000 جندي تركي .