حنبعل تفريكة... التهريج شاهدت حلقة مساء أوّل أمس من سلسلة تفريكة الهزلية والسؤال الذي أثارته في هذه السلسلة هل إلى هذا الحد ينسى الذين يكتبون للكوميديا أن الزمن تغير وأن المشاهد التونسي اليوم ليس مشاهد السبعينيات ولا الثمانينيات بل حتى التسعينيات فالمواقف الهزلية التي تضمنتها هذه السلسلة تذكرنا بلمين النهدي ونورالدين بن عيّاد والمنجي العوني في الثمانينيات سواء في بناء الشخصيات أو الملابس أو صياغة الموقف الهزلي. وهذه السلسلة ليست هي الوحيدة التي سقطت في التهريج فمعظم ما يقدّم على أنّه كوميديا على شاشاتنا سقط في التهريج ولنا عودة داعية مصري ...على قناة الزيتونة ! مرّة أخرى تكشف قناة الزيتونة عن خطّها الإيديولوجي الأخواني وهو ما نبّه منه منذ أيّام هشام السنوسي عضو الهايكا. فمن بين كل المتخصصين في الفقه ومن علماء الدين التونسيين المتشبعين بالمذهب المالكي المذهب الرسمي للبلاد لم تجد إدارة القناة إلا أحد الدعاة المصريين عمر عبدالكافي في سهرة الأحد . هذا الداعية معروف بتوجّهه السلفي وقربه من تنظيم الاخوان المسلمين ويفترض في أن يكون الدين بعيدا عن أي توظيف سياسي ويفترض أن تكون القنوات التلفزية بعيدة عن الاصطفاف الإيديولوجي خاصة في ما يتعلّق بالدِّين الذي من المفروض أن لا يكون مجالا للتجاذب السياسي والإيديولوجي وباختيارها لعمر عبدالكافي تكون قناة الزيتونة قد أكدّت مرّة أخرى هويتها الإيديولوجية التي حذّرت منها الهايكا. أين أعلامنا ؟ أتابع منذ اليوم الأول من رمضان برنامجا قصيرا على القناة الليبية ليبيا 24 تقدّم خلالها في كل حلقة علما من أعلام ليبيا ومثل هذا البرنامج كان حاضرا في الفضائيتين التونسيتين الأولى والثانية زمن احتكار الدولة للإعلام السمعي والبصري. وهذا النوع من البرامج ضروري جدا للناشئة وللشباب ليعرفوا أعلامهم الذين أضاؤوا التاريخ التونسي واليوم بعد أن تجاوز عدد الفضائيات التونسية العشر فضائيات لا نجد برنامجا واحدا يهتم بأعلامنا. انها فضيحة حقيقية ودليل على حجم السقوط والابتذال الذي تعيشه معظم الفضائيات التونسية. تلفزة تي في...الموسيقى مرة أخرى كنت أشرت أول أمس الى البرنامج الموسيقي الذي تقدمه قناة تلفزة تي. في بعنوان موزيكا هذه القناة الفقيرة جدا في مستوى امكانياتها أتحفتنا في سهرة السبت ببرنامج آخر موسيقي أيضا يعدّه ويقدّمه الفنان الزين الحداد. وهو برنامج يستضيف فيه عددا من المطربين في سهرة طربية أسبوعية. هذا اللون من البرامج كان حاضرا باستمرار في شبكات القناة الوطنية الأولى والثانية واليوم وبعد أن تحرر الاعلام من قبضة الدولة وبعد أن تعددت الفضائيات التونسية أصبح الاستماع الى أغنية تونسية على شاشة فضائياتنا حدثا يجدر التوقف عنده ! برنامج الزين الحداد موعد ممتع مع الموسيقى التونسية. فطين بن حفصية ...المهنية بقدر ما ساءني أن لا تقطع الفضائيات التونسية بثها لمتابعة أصداء رحيل المناضلة مية الجريبي رحمها الله بقدر ما لفت انتباهي التقرير الذي أعدّه فطين بن حفصية عن الفقيدة على شاشة الوطنية الاولى . تقرير مهني بنبرة صوت لافتة قل أن نراها على فضائياتنا التونسية زمن التهريج والبوز ونجوم الاستفزاز والبذاءة. تقرير ذكرني بعمالقة الصحافة التونسية في التلفزة والإذاعة التونسية عندما لم يكن هناك غيرهما وعندما لم تكن هناك امكانيات تقنية ولا حرية سياسية. لو يستفيد شباب اليوم في الاعلام المرئي والمسموع ممن سبقوهم مثل فطين بن حفصية وغيره من الاعلاميين في مؤسستي الإذاعة والتلفزة وهما العمود الفقري للمشهد الإعلامي الذي لابد من المحافظة عليه.