انتظر الفنان العربي الكبير صباح فخري رمضان 2005 ليشارك لأول مرة في مهرجان المدينة من خلال 3 حفلات جماهيرية كبيرة في المسرح البلدي جلب جمهورا كبيرا من سمّار شهر رمضان والمتيمين بالموشحات والمواويل والقدود الحلبية... صباح فخري الذي يتوفّر على طاقة صوتية نادرة جعلت منه مطربا استطاع أن يؤدي كافة القوالب التراثية العربية من موشحات وأدوار ومواويل وقصائد وأناشيد ومدائح دينية وأغاني الفلكلور الشعبي دون عناء، كما أن معرفته الجيّدة والكاملة في مجال الإيقاع تمكّنه من استخدام كل الإيقاعات الآلية المصاحبة للحن البسيطة منها والمركبة حسب القوالب الغنائية المختلفة، فنرى فنّه يتراوح بين القطع الدسمة التي تستوجب التركيز في الإنصات والقطع الخفيفة ذات الروح الراقصة التي تبعث على المرح. لقد كسب صباح فخري رهان تجديد شباب التراث الغنائي على حد تعبير النقاد والعارفين والدارسين للشأن الموسيقي العربي وقد برز صباح فخري في هذا المجال ببعث الرونق والتوظيف الحديث في أوصال الأعمال الغنائية التراثية، وبما يسمح بالحيلولة دون انقطاع استمرارية الغناء العربي الأصيل مضافا إلى أهمية أخرى يجب التركيز عليها، وهي سلامة حفظ التسجيلات الغنائية والموسيقية التي تنتمي إلى سنوات سابقة وإلى إبداعات رائعة، بعضها رحل عن الحياة وبعضها الآخر ترك ساحة تقديم الجديد إلى الاعتزال والابتعاد. وبرز صباح فخري بشكل كبير في بعث التراث الغنائي عبر الجهد الخلاق بالإضافة إلى صيانة وحفظ المكتبة الغنائية العربية التي تضمّ كمّا هائلا من بديع الغناء والنغم المنسوب إلى مراحل زمنية سابقة، هذا الحرص من شأنه الحفاظ على تقاليد فنّ الغناء العربي والحيلولة دون انقطاعه. لقد كان صباح فخري في رمضان 2005 وهو يصافح جمهور مهرجان المدينة بالمسرح البلدي من خلال 3 سهرات (22 و23 و24 أكتوبر 2005) النجم الساطع وهو يكشف عن مخزون إبداعي طربي أصيل وهو الذي لحّن على امتداد مسيرته وغنى أشعار المتنبي وأبي فراس الحمداني ومسكين الدارمي، كما غنى لابن الفارض والرواس وابن زيدون وابن زهر الأندلسي ولسان الدين الخطيب، كما لحّن لشعراء مثل فؤاد اليازجي وأنوان شعراوي وجلال الدهان وعبد العزيز محي الدين خوجة وعبد الباسط الصوفي.