تشهد ولاية القصرين خلال شهر رمضان أزمة في توزيع الحليب، حيث تصل كميات ضعيفة جدا لا تفي بحاجيات المستهلك التي تتزايد خاصة في شهر رمضان المبارك وهو ما خلق أزمة في التزود. مكتب الشروق القصرين: وتأتي هذه الازمة رغم اضطرار بعض التجار إلى تقسيط عمليات التوزيع على الحرفاء بمعدل علبة أو علبتين على أقصى تقدير من الحليب الذي بلغنا أن ديوان الأراضي الدولية يستطيع تغطية كافة الحاجيات ولكنه مرتبط باتفاقيات مع مصانع الحليب مما عرقل عملية تزويد السوق بهذه المادة وأصبح الحليب يوزع على التجار عن طريق السلطات الأمنية في بعض المناطق، وجعل المستهلك يتهم بعض التجار بالاحتكار ويتهم الإدارة الجهوية للتجارة بعدم الجدية في التعاطي مع الموضوع وعدم سيطرتها على السوق، على غرار يوسف العمري الذي اشتكى من ظاهرة الاحتكار التي يمارسها التجار لاسيما المساحات الكبرى واعتبر أن أزمة فقدان الحليب مفتعلة للتضييق على المستهلك تمهيدا للرفع في سعره وبعد الترفيع ستكون الكميات متوفرة بعد قبول المستهلك بالسعر الجديد خوفا من فقدانه مرة أخرى. نيابات توزيع الحليب في قفص الاتهام والمستهلك يتحكم في الأسعار كما اتهم بعض تجار التفصيل نيابات توزيع الحليب باتباعها سياسة المكيالين في عملية التزويد حيث يستأثر تجار بكميات كبيرة على حساب تجار آخرين، ودعا هؤلاء التجار إلى مراقبة هذه النيابات. من جهته اعتبر محسن العمري عضو مكتب تنفيذي باتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية مكلف بلجنة التجارة أن المستهلك باستطاعته التحكم في الأسعار دون تدخل الهياكل الرقابية التابعة لإدارة التجارة وذلك بإقلاعه عن ظاهرة اللهفة وتجنب التهافت والاقتصار فقط على اقتناء ما يستحقه دون مغالاة، فاللهفة تؤدي إلى ارتفاع الأسعار واستفحال ظاهرة الاحتكار بل وتصل إلى حدّ التسبب في فقدان الحليب. ودعا محسن العمري السلطات المعنية إلى إعادة فتح نقطة بيع الحليب التابعة لديوان الأراضي الدولية والتثبت من صحَّة الخبر القائل بأن حليب الديوان يوجه بالكامل إلى شركة مختصة في تصنيع الحليب وهو ما تسبب في الأزمة في جهة القصرين. المدير الجهوي للتجارة يردّ وحرصا منا على حق الرد اتصلنا بالسيد فتحي خضاورية المدير الجهوي للتجارة بالقصرين الذي أكد لنا أنّ أزمة الحليب ظرفية ونسبية باعتبار أن السوق لم تفقد هذه المادة تماما وإنما هناك نقصان فقط نتيجته تهافت المستهلك ولهفته على المادة، ودعا بالمناسبة المستهلك إلى شراء حاجياته فقط من الحليب دون مغالاة، كما لاحظ وأن الإدارة تسعى إلى مقاومة ظاهرة الاحتكار الذي يتسبب في النقص وأنه شخصيا يشرف بنفسه على عمليات تزويد السوق من خلال زيارات ميدانية يقوم بها يوميا بالتنسيق مع السلطات الأمنية وأن الإدارة تسعى إلى المحافظة على تزويد حتى الأرياف بهذه المادة.