قَلب المنتخب تأخّره بهدفين نظيفين أمام البرتغال إلى تعادل مثير وذلك في المواجهة الودية التي جَمعت بين الفريقين ليلة أمس الأوّل في "براغا". هذه النتيجة خلّفت جملة من الملاحظات السلبية والإيجابية والتي يمكن أن نَختزلها في السطور التالية. 1) تمكّن المنتخب من المحافظة على سلسلة نتائجه الإيجابية في اللقاءات الودية للمباراة الثالثة على التوالي بما أنه كان قد فاز على إيران وكُوستاريكا قبل أن يفرض التعادل على البرتغال. هذه المسيرة الوردية في المقابلات التحضيرية للمونديال ستكون لها إنعكاسات إيجابية على "الرّصيد المعنوي" ل "الكوارجية" والجماهير التونسية قبل أيّام معدودة من إنطلاق المباريات الرسمية في روسيا. 2) نجح المنتخب في تكذيب فكرة النجم الواحد وإستطاع إختراق دفاع البرتغاليين والتهديف في مناسبتين رغم غياب الخزري وهو اللاعب الأهمّ في التشكيلة التونسية أثناء المُواجهتين الوديتين أمام إيران وكُوستاريكا. (وكان الفريق قد تغلّب أيضا على عائق غياب المساكني والخنيسي). 3) واظب الفريق على التسجيل في مبارياته الودية الثلاث رغم الافتقار إلى "مهاجم كلاسيكي" وقد وجد منتخبنا ضَالته في أسماء تحذق اللّعب بالأساس في الرواقين (ثنائية للخزري أمام إيران وكُوستاريكا وثنائية البدري وبن يوسف ضدّ البرتغال). 4) إستثمر مُنتخبنا في نسخته الحالية قُدرة عدد من أبنائه على اللعب في مراكز مُختلفة ولا شك في أن هؤلاء "الجُوكارات" (مثل الخزري وبن يوسف وخليفة...) بوسعهم تقديم الاضافات المطلوبة وسدّ الشغورات التي قد تَتركها "عناصر الاختصاص" نتيجة العُقوبات والإصابات. 5) أظهر فريقنا جاهزية بدنية كبيرة وهو عنصر مهمّ وحاسم في "الصّدامات" القوية ومن المؤكد أن هذه "الفورمة" مَردّها العمل المُنجز من قبل المشرفين على اللّياقة البدنية (الهرقلي والجبابلي والتونسي). 6) شَكّلت مباراة "براغا" فرصة جديدة ليؤكد المنتخب قوّة شخصيته التي برزت للعيان بعد الرّجوع من بعيد في النتيجة وعدم الإنهيار إثر الثنائية التي سجّلها البرتغاليون في ظرف وجيز. منتخبنا تدارك الأمر وخطف التعادل في سيناريو مُشابه نسبيا لما حصل أمام الكونغو الديمقراطية في ملعب "كينشاسا". 7) لا جدال في أن الثغرات الدفاعية تتصدّر لائحة "النقاط الداكنة" في مباراتنا الودية أمام البرتغال. الشباك التونسية إهتزت في مناسبتين وفي ظرف وجيز لا يتعدّى 12 دقيقة. 8) أثبتت مباراة "براغا" أن المنتخب لا يجيد التعامل مع البدايات حتّى أن الأقدام التونسية لم تقدر على التحرّك وهز شباك خصومها في الوديات الأخيرة إلاّ في اللحظات الأخيرة من الأشواط الأولى أوفي الأشواط الثانية. 9) أداء بعض العناصر لم يرتق بعد إلى المستوى المأمول كما هو شأن الخاوي. 10) هزم منتخبنا إيران وكُوستاريكا وفرض التعادل على البرتغاليين وهم زُعماء القارة الأوروبية ومن المؤكد أن هذه النتائج الإيجابية تبعث على الإرتياح وحتى الفرح لكن ذلك يَعني مطلقا تضخيم هذه المسيرة الوردية بحكم أن هذه المباريات ودية ولن تَعكس في كلّ الأحوال القوة الحقيقية والجاهزية الفعلية ل "الكوارجية". بعض "الأبواق" إختارت للأسف أن تسلك طريق "التّضخيم" ونفخت كثيرا في صورة الفريق الوطني خدمة لعلاقات التعاون مع رئيس الجامعة وليس من باب الإقتناع بالتطوّر الملحوظ في أداء "النسور".