في شهر رمضان عِبادات وطاعات، إيمانيات وروحانيات، لا توجدُ في غيره من الشهور... فالصيام عبادة بين العبد ورَبِّه. اذ قد يراك الناسُ تُصلي أو تحج أو تفعل بعض العبادات لكنك إذا صُمت فلا يَطَّلع عليك إلا الله، رَبِّ السموات والأرض. فبإمكانك أن تُفطر دون أن يراك الناس، فتختبئ عن أعينهم، و تأكل وتشرب. لكنك لا تفعل ذلك بالرغم مِن أنَّكَ جائع و عَطِش. لأنك تعلم أنَّ الله يراك، و يعلم أفعالك، ولا تخفى عليه خافية. وبإمكانك أن تُغلق عليك باب حُجرتك و تُشاهد المُحَرَّم دون أن يراك الناس، لكنك لا تفعل ذلك لأنك تعلم أنَّ اللهَ مُطَّلِع عليك . وأحاسيسك في شهر رمضان تختلف عن باقي الشهور والأيام... فتتقرب إلى رَبِّك، وتحافظ على الصلاة والتي هي صِلة بينك و بين رَبِّك سبحانه و تعالى، وتُصلى التراويح، وتمتنع عن الطعام والشراب والجِماع بنفسٍ راضية. وفي شهر رمضان تسمو نفسك، وتصل إلى أعلى درجات الإيمان . حين تقرأ القرآن الكريم و تتدبر معانيه، وتعيش معه ومع آياته، يَقوى إيمانك، ويرتاح بالك. وفي شهر رمضان تترك المعصية، و تجتهد في الطاعة، وتسعى لرضا رَبِّك . فتتذكر النارَ بعذابها، وتستجير بالله منها. وتتذكر الجنة بنعيمها فتطلبها مِن الله سبحانه... وفى شهر رمضان تعيش روحانيات ساحرة تفتقدها باقي ايام السنة وتتركُ السَّبَّ والشتم، وتهجر الغِيبةَ والنميمةَ، والباطلَ واللغو، ابتغاء وجه الله، ورغبةً في نيل رضاه، تبغى السعادةَ والنجاة وتلك اسرار لا يمكن تحصيلها الا بالصوم وخلال شهر الرحمة والبركة.