مكتب قفصة –الشروق يجمع المؤرخون على ان مدينة قفصة هي بوابة الصحراء واقدم مدينة بافريقيا وحضارتها من اقدم الحضارات اذ تعود الى حوالي 8الاف سنة وهي معروفة بالحضارة القبصية وتسمية قفصة هي اشتقاق من كلمة كابصا اللاتينية ومن اهم المواقع التاريخية والأثرية للجهة الرمادية او»الكدية السوداء» بحي الدوالي وهي عبارة على ربوة من الرماد والحجارة المتفحمة وقواقع الحلزون والصوان تقوم شاهدة على نمط عيش الانسان بهذه الربوع منذ الاف السنين . وقد توالت على مدينة قفصة عديد الحضارات مثل القرطاجية البونيقية ثم الحضارة الرومانية 117م وتعد جهة قفصة موقعا حضاريا بامتياز وجذورها ضاربة في عمق التاريخ على اعتبار وجود عدة دلالات على ذلك منها المواقع الاثرية التي لا تزال شامخة حاليا بالاضافة الى تعاقب عديد الحضارات على الجهة حيث تم اكتشاف اثار بشرية تعود الى حوالي اكثر من 40الف سنة وخير شاهد على ذلك وجود الاحواض الرومانية او ما يعرف بوادي الباي والواحات القديمة والجبال التي تحرس الجهة من كل مكان ولها اكثر من دلالة على العمق التاريخي للجهة وبقفصة البرج الاثري والمغاور البربرية بجبل السند والجوامع الاسلامية هذا دليل على عظمة الحضارات التي مرت عليها تاركة بصمتها على كل القطاعات الفلاحية والصناعات التقليدية والمنسوجات البربرية وجمالية المشهد الطبيعي الذي تكسوه انواع مختلفة من الاشجار والنباتات المتأقلمة مع طبيعة الجهة القاسية هذا النظام الطبيعي افرز تواجد عديد الحيوانات البرية التي تعيش في بعض المحميات منها محمية عرباطة كما ان الجهة تمتاز بكثر السلاسل الجبلية المترابطة مثل صهيب العنق الميدة وعرباطة وبن يونس العسالة السند وغيرها وهي التي كانت خير شاهد على مقاومة المستعمر وتبقى واحة قفصة القديمة 700هكتار وطرق الري بها دليلا ثابتا على تطويعها لضمان استمرارية العيش كما ان اكتشاف الفسفاط في 1885في مناطق الحوض المنجمي وطرق استخراجه البدائية واستقرار المعمرين حقبة تاريخية رافقتها هندسة معمارية نوعية لا تزال شاهدة على ذلك التاريخ لتبقى الجهة تنتظر التطوير من اجل تسويق صورة ناصعة حتى تسترجع مكانتها الطبيعية في لعب دور ريادي في مختلف المجالات .