أكد رئيس الحكومة يوسف الشاهد على ضرورة تعزيز الحضور الأمني في جزيرة قرقنة معلنا عن إحداث مجمع أمني بالمنطقة السياحية بالجزيرة لتلافي الإخلالات المسجلة. الشروق- مكتب صفاقس كان ذلك صباح أمس الثلاثاء لدى زيارته "الفجئية" إلى قرقنة مرفوقا بوزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ووالي صفاقس عادل الخبثاني وبحضور معتمد المكان شهاب بن علي للاطلاع على واقع الأرخبيل الذي تحول إلى نقطة عبور ومركز نشاط « الحراقة «. وفي تصريح إعلامي عبر الشاهد عن تفهمه لحالة اليأس لدى الشباب مؤكدا أنه أعطى تعليماته للولاة لمواساة عائلات الضحايا والإحاطة بهم داعيا إلى ضرورة تتبع «تجار الموت والعصابات المنظمة التي تغرر بالشباب التونسي» . وقال الشاهد إن «مسألة الفراغ الأمني في جزيرة قرقنة كانت للأسف واضحة، رغم العديد من القرارات المتخذة»، مشيرا إلى أنه تم إقرار إحداث مجمع أمني في الجزيرة يمكّن الأمنيين من أن يكونوا موجودين بصفة مسترسلة في الجزيرة مع توفير كل الإمكانيات اللازمة لأعوان الحرس البحري ومقاومة ظاهرة الهجرة السرية . ودعا رئيس الحكومة إلى ضرورة التصدي لظاهرة الهجرة السرية التي سجلت تصاعدا خاصة مع بداية جانفي 2018 مشددا على ضرورة كشف الضالعين من خلال فتح تحقيق في إطار تفقدية وزارة الداخلية لتأكيد أو تفنيد ما يروج حول تواطؤ بعض الأمنيين مناديا بضرورة مراجعة المنظومة التشريعية، بما يدعم منظومة الردع التي تكتسي أهمية بالغة في مقاومة هذه الظاهرة. وتساءل الشاهد عن التواجد الأمني لحظة خروج 180 "حارقا" قادمين من عدد من جهات الجمهورية ليخلص إلى القول «هناك مشكل أمني واضح» ولا بد من معالجة الوضع وتعزيز التواجد الأمني بقرقنة . وكان وزير الداخلية لطفي براهم قد تحول هو الآخر مساء أول أمس إلى صفاقس وأشرف على المجلس الجهوي للأمن بحضور مختلف الإطارات الأمنية بالجهة . وأذن الوزير للمتفقد المركزي بوزارة الدّاخلية والمتفقدين بالإدارة العامة للحرس الوطني والإدارة العامة للأمن الوطني بالتحول على عين المكان للتحقيق في ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات تجاه من ثبت ضلوعه في أي تقصير محتمل . وفي تصريح إعلامي قال لطفي ابراهم «إن القوات الأمنية بمختلف أسلاكها ستتمركز في القريب العاجل بجزيرة قرقنة من أجل سد الفراغ الأمني بها والتصدي للجريمة المنظمة مع العمل في كنف التناغم والتكامل مع أهالي المنطقة». هذا ، ودائما في نفس الإطار نشير إلى أن عمليّات البحث عن المفقودين في حادث غرق عشرات المُجتازين بعرض سواحل قرقنة، أسفرت أمس ، عن انتشال 9 جثث، وبذلك يُصبح عدد الجثث التي تمّ انتشالها 57 جثة. وهو رقم قابل للزيادة استنادا إلى شهادة الناجين من هذه الفاجعة . ويذكر أن قرقنة سجلت أكبر فاجعة مأساوية بعد غرق ما يقارب ال180 « حارقا « من تونس و بعض الدول الأفريقية لم ينج منهم إلا 69 فقط ، في حين تم انتشال 55 جثة ، ليبقى البقية في عداد المفقودين إلى هذه اللحظة ..