بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي. كان الصادق مازيغ من أوائل الذين ترجموا معاني القرآن الكريم وقد بدأ دراسته في الكتّاب قبل أن يلتحق بالمدرسة العربية الفرنسية في نهج التريبونال في منطقة الحفصية في مدينة تونس العتيقة وأضطر الى الانقطاع عن الدراسة لظروفه الصحية. ولد الصادق مازيغ في مدينة تونس العتيقة في 1906 في حي باب سويقة ويدين بتكوينه الثقافي الى الشاذلي المورالي مدير جريدة المنيّر الذي وفّر له تكوينا في اللغتين العربية والفرنسية بعد انقطاعه عن الدراسة لظروف صحية إذ إلتحق بالمعهد الصادقي بين 1918 و1924 حاز بعدها على ديبلوم المعهد وتم تعيينه معلّما في منطقة بنزرت لكنه لم ينقطع عن الدراسة إذ واصل تعليمه بحصوله على شهادتي الباكالوريا وديبلوم مدرسة العطارين وفي سنة 1930 تم تعيينه أستاذا في معهد كارنو بتونس بعد أن تمكن من الحصول على الإجازة في الأدب واللغة العربية . كان الصادق مازيغ يكتب الشعر بالعربية والفرنسية ترجم للشعراء الفرنسيين ونقل معاني القرآن الكريم في كتاب صدر عن الدار التونسية للنشر سنة 1972 كما صدر له كتاب ضياء الذي جمع فيه قصائده الوطنية وكتبت عنه مجلة الثريا في سبتمبر 1944«كان تلاميذه يؤلفون بعد الدٌرس كتلا بشرية تلوذ بإحدى زوايا المدرسة لتناقش حول ما سمعوه من أفكار جديدة مبتكرة وما حفظوه من نفائس الشعر والنثر وهو من الأساتذة النوادر الذين يحرصون كل الحرص على تلقين النشء ما استحسنوه من أفكار وآراء وحفظ المختارات الأدبية والمقاطع الشعرية فإذا أنشدها أنشدوها معه وإذا شرحها لهم كان شرحه حسنا لا ينسونه ولا يهملونه وهو من أصدقاء الشابي رحمه الله شجعه ونشر شعره وأذاع صيته ووقف الى جانبه حيّا وميّتا» وتوفي بمدينة تونس في 1990