في الوقت الذي تَوجّه فيه لاعبو المنتخب بسرعة قياسية نحو الطائرة رابط ظهيرنا الأيسر و»نجمنا» في «ديجون» أسامة الحدادي في الباب الخارجي للمطار. اللاعب لم يتعطّل كالبعض بسبب ثقل الأمتعة وتحويل العُملة وإنّما بقي يراقب باب محطّة الحجيج إلى حين وصول والدته ليودّعها ويظفر بدعواتها خاصة أنها صَانعة نجاحه في الكرة. «الشروق» تحدّثت مع الحدادي عن أمانيه المُونديالية ومُخطّطاته المستقبلية فأجاب بتواضعه المعهود والذي لم يتخل عنه كما فعل العديد من «الكوارجية» الذين «غَرّتهم» «النجومية» الكَاذبة. الأماني مُمكنة الحدادي أكد بأن الأحلام التونسية في الكأس العالمية غير محدودة. ذلك أن الفريق سيدافع بقوّة عن حظوظه في العبور إلى الدور الثاني للمرّة الأولى في تاريخه ويعتقد أسامة الذي تمّ إختياره ضمن التشكيلة المثالية للجولة الختامية من الدوري الفرنسي بأن فريقنا أظهر إستعدادات جيّدة أثناء الوديات وبرهن أنه قادر على مُقارعة «الكبار» ويشير الحدادي إلى أن منتخبنا سيواجه «العملاقين» الإنقليزي والبلجيكي ومع ذلك فإن الأماني مُمكنة. وفي سؤال عن وضعه مع «النسور» وصراعه المفتوح مع علي معلول قال الحدادي إنه يوظّف كل مؤهلاته البدنية والفنية ليكون عند حسن الظن ويُقدّم الإضافات المطلوبة دفاعا وهجوما ويؤكد بأنه جاهز على الدوام للعب في التشكيلة التونسية أمّا بخصوص التنافس مع معلول على مستوى الخانة اليسرى فإن أسامة يعتبر هذا الأمر جيّدا للفريق الذي يحتاج إلى عناصر أساسية وبدائل قوية في كلّ المراكز ويبقى الميدان هو الفصيل. عروض أوروبية فَتحنا مع «نجمنا» المتألق في بلد الأنوار ملف إحترافه فأشار إلى أنه لم يحسم بعد أمره بخصوص مستقبله في فرنسا خاصّة أن المونديال قد يقلب المُعطيات ويجعله يَحصل على عروض كبيرة ماديا ومُفيدة رياضيا ولم يُخف زميل نعيم السليتي في «ديجون» رغبة عدة جمعيات أوروبية في الظفر بتوقيعه لكنّه إختار التريّث وتحديد مصيره دون تسرّع وفي كل الحالات يرفض الحدادي فكرة الرجوع إلى تونس. ولم يغفل الحدادي طبعا عن ذكر الإفريقي الذي عاش معه أجمل أيام العمر وقال أسامة إن الجمعية في القلب مهما كانت المسافات ويعتبر أن ما تحقق من مكاسب خلال الموسم الحالي (كأس تونس مع المركز الثاني في البطولة) يُعدّ «إنجازا» حقيقيا قياسا بالظروف الصعبة التي مرّ بها النادي على كلّ المستويات.