تعتبر المؤسسات التعليمية أحد أبرز الفضاءات التي تنشأ وتترعرع داخلها علاقات الاتصال والتواصل بين شرائح مختلفة من المجتمع. والفضاء الجامعي هو أحد هذه الفضاءات التي تتأكد فيها روابط إنسانية متعددة القائمة على قيم الاخاء والتعاون والاحترام المتبادل. حول الفضاءات الجامعية والعلاقات الناشئة داخلها كانت لنا هذه اللقاءات مع مجموعة من الطلبة وبعض الاطر التربوية. ** لمياء أبو النصر: * سعي الى بناء علاقات ناضجة «تبدو الحياة الدراسية متميزة بصفتي التغيّر والتجدّد وخاصة عند التحول من المرحلة الثانوية الى المرحلة الجامعية بعد اجتياز مناظرة الباكالوريا بنجاح. وتتسم الحياة الجامعية ببروز علاقات جديدة وتطور أخرى قديمة ذلك أن الطالب يكون قد انتقل من محيط ضيق وعلاقات محدودة الى محيط أوسع وعلاقات متوافرة. وبذلك يبني علاقات مع زملائه قوامها حب الانفتاح على الآخر والتواصل معه بهدف السعي الى تحقيق النجاح في ظل جو من الالفة والانسجام. هذا بالاضافة الى علاقة التواصل مع الادارة والاسرة التربوية نظرا لمساهمتها في بناء وإحاطة الطالب والاعتناء به. وأرى أنه يتوجب على الطالب انتقاء أصدقائه وحسن التعامل مع الاطار التربوي واحترامه والمساهمة في الانتاج داخل مؤسسته وعليه التخلي عن بعض العلاقات العاطفية الواهية أو النزوات العابرة التي تخفت سريعا بل عليه التفكير بجدية في مستقبله ودراسة حاضره دراسة عقلانية تتيح له التمييز بين المسموح والممنوع ومواجهة أو مقاومة كل التجاوزات التي يمكن أن تمس أو تلحق به وبمؤسسته». ** إيناس فرادي : * البحث عن الشريك والاندماج من أهم سيماتها للطالبة إيناس فرادي (سنة أولى صحافة رأي في العلاقات داخل أسوار الجامعة حيث تقول: «تتميز الحياة الجامعية بمكانة هامة في حياة الفرد فهي الفترة التي تبدأ في التبلور فيها شخصية رجل الغد الذي يتعلم شيئا فشيئا تحمّل المسؤولية من خلال احتكاكه بأصدقائه وأساتذته وأرى أن هذه العلاقات تنشأ على الاحترام والسعي الى تحقيق المصلحة المشتركة فالطالب يرى في هذا المحيط الجديد بديلا لمحيطه العائلي ويسعى الى تحقيق الاندماج فيه شيئا فشيئا. هذا وتبدو بعض العلاقات العاطفية التي تنشأ خلال هذه الفترة شديدة الاهمية لان هذه التجارب نجحت في العديد من المرات كما فشلت مرات أخرى إذ غالبا ما تتزامن الحياة الجامعية مع مرحلة البحث عن الشريك». ** هشام: طالب مرحلة ثالثة عربية: * المطلوب علاقات واعية «إن الحياة الجامعية هي امتداد لازمني فقط وإنما يمتد الى كل المجالات فالطالب يحس بالغربة والانتماء في الآن نفسه، بالغربة والرهبة من محيط جديد وعالم رحب نجد فيه جميع شرائح المجتمع بصغيره وكبيره وفقيره وثريه. إن الحياة الجامعية مدرسة لمن شاء أن يبحر فيها بالتجديف أو دونه وشتان بين الامرين، والطالب القديم يعتبر محظوظا أكثر من الطالب الجديد لان الجو العام في الجامعة يكاد يكون روتينيا باستثناء بناء معرفة إن شاء كانت متكاملة وإن شاء كانت غثة سطحية لا تكاد تكون من صفات الطالب باعتبار أنه رجل الغد، وعليه ترتكز الاجيال القادمة. ولعل ما يجلب الاهتمام في الحياة الطالبية هو سوء تبويب مفهوم الحرية الذي تم التجني عليه في أسوأ حالات التجني فصارت العلاقات بمفهوميها تقام على مبدأ «خالف تعرف» فالحرية ليست الحرية في اللباس والتقليعات الجديدة والمبتكرة في العلاقات وإنما الحرية هي الوعي بأن الانسان / الطالب ملتزم، فأن تكون حرا هو أن تكون ملتزما، أضف الى ذلك بعض السلوكات الشاذة التي تمارس باسم الطالب الحر». ** مبروكة جاء بالله : * العلاقات الجيدة مفتاح النجاح «تشهد الحياة الجامعية عديد المنعرجات والتحولات إذ يجد الطالب خلالها نفسه في ظل ظروف جديدة ومقاييس ومعايير مختلفة للمحيط من حوله فيشرع في تشييد عديد العلاقات ويوطد أواصر الاخوة مع زملائه القدامى ويسعى الى تحقيق النجاح والتفوق في ظل شيء من التسامح والتعاون واحترام مبدأ التنافس النزيه. هذا بالاضافة الى تقدير الادارة والاساتذة ذلك أنهم هم الذين يساعدون الطالب على تحقيق النجاح ودفعه نحو التألق والامتياز». ** م أ ع: أستاذ بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار: * علاقة احترام متبادل بين الطالب والاطار التربوي «أرى أن العلاقة بين الطالب وأستاذه لا تنحصر داخل الفضاء التربوي بل هي علاقة تواصل تتجاوز أسوار الجامعة وهي علاقة تقوم عادة على الصراحة والتفاهم والتعاون والاحترام المتبادل فالاستاذ لا يبخل على تلاميذه فهو يمد لهم يد المساعدة ويرشدهم حتى خارج المؤسسة التربوية وهو بذلك يعدّ الطالب للاندماج في المجتمع». * شذى الحاج مبارك