تونس الشروق- تعتبر جمعية «أحباء الطيور» من الجمعيات التي نبهت منذ سبعينيات القرن الفارط الى أهمية الحفاظ على الطبيعة والى ضرورة حماية الطيور. و إذا كانت الجمعية ترغب في العمل بعيدا عن الإعلام فإن جريدة «الشروق» قد استطاعت أن تلتقي رئيسها هشام ازفزف. فكان الحوار التالي: هل من تقديم لجمعية أحباء الطيور؟ تأسست الجمعية في نوفمبر 1977 و يمكن القول إن الحصيلة بعد أربعين عاما من الوجود ايجابية من عدة جوانب. فعلى المستوى الوطني تتعامل الجمعية مع عدة هيئات و إدارات على قاعدة التعاون. و هو ما يدل على أن جمعية «أحباء الطيور» تقوم بدورها و تتدخل لدى الدوائر المعنية كلما تعلق الأمر بالطيور و كلما كان هناك قرار انفرادي. و الجمعية تؤمن بالنقد البناء والايجابي لأن هدفها الأساسي هو الحفاظ على حق العصافير و حق البيئة السليمة للجميع لأن العصافير تعطي مؤشرات و رسائل حول وضعية البيئة . لقد وقفنا منذ تأسيس الجمعية ضد الصيد العشوائي والاستعمال غير القانوني للعصافير في تونس . وقد أطلقنا مؤخرا بالتنسيق مع الادارة العامة للغابات منصة الكترونية لرصد الانتهاكات التي تستهدف العصافير و الإبلاغ عنها. و أدعو بالمناسبة المواطنين الى استعمال هذه المنصة « المرصد الوطني للمخالفات في حق العصافير في تونس» للإبلاغ عن الصيد العشوائي وغير القانوني و البيع غير القانوني للعصافير والموت المستراب. قانونيا وواقعيا كيف تقرأ واقع العصافير في تونس؟ من الناحية القانونية هناك منشور سنوي تصدره الإدارة العامة للغابات بوزارة الفلاحة بالاشتراك مع الجمعيات والمنظمات المعنية. ويحدد الأنواع التي يمكن صيدها مع تحديد الأماكن و المدة أيضا. والقانون إيجابي و لكن التطبيق هو المشكل لأن التهاون أو نقص الامكانيات و عدم الشعور بالمسؤولية تمثل عوامل تفتح الباب أمام التجاوزات علما أن الامكانيات الموضوعة على ذمة الإدارات المكلفة بتطبيق القانون ضعيفة. وهناك في تونس 412 نوعا ممكنا من العصافير من بينها 170 نوعا مهاجرا. وهناك سبعة أنواع مهددة بالانقراض علما أنه قد وقع سنة 2000 إطلاق مشروع المناطق الهامة لحماية الطيور في تونس باعتماد معايير دولية. و لدينا 46 منطقة مهمة لحماية الطيور. و لكن هناك طيور مهددة بالانقراض كطير «الحبارة» مثلا فما هي وضعية هذا الطير؟ للأسف هذا الطير في وضعية قريبة من الانقراض و من أهم أسباب هذه الوضعية الصيد العشوائي المرخص فيه للأمراء الخليجيين. وإذا أوقف الصيد العشوائي فإن التكاثر قد ينقذ هذا الطير علما أن الترخيص ليس مكتوبا بل شفوي وان سكان المناطق التي توجد فيها «الحبارة» قد انخرطوا بدورهم في الصيد العشوائي. هناك بعض أنواع الطيور المعنية كالبومزين والخضير والشقشوق والرانب وخاصة البومزين مهددة بالانقراض. وماذا عن أسواق العصافير؟ الطبيعة هي المكان « الطبيعي» للعصافير لذا نحن ضد سلب الحرية. و هو ما يجعلنا نعمل حتى يدرك الجميع أن قيمة العصافير هي في الطبيعة. و لا بد من تحرير العصافير علما أن القانون يمنع تربية العصافير باستثناء الكناري.