بمناسبة شهر رمضان المبارك تفتح جريدة الشروق كما عوّدت قراءها الأوفياء نافذة على الفكر الأصلاحي التنويري في تونس ليكتشف القارىء وخاصة من الشباب التونسي أرث بلادهم الكبير في مجال الأصلاح والتنوير لتعميق صلتهم بتراثهم وأرثهم الأصلاحي. من أصول جزائرية ولد في مدينة نفطة في 21 جويلية 1873 زاول تعليمه في نفطة الى سن الثالثة عشرة ليرافق عائلته الى مدينة تونس للإلتحاق بجامع الزيتونة الذي تخرج منه سنة 1902 بعد حصوله على شهادة العالمية وهي كبرى شهائد الجامع. تم تعيينه قاضيا في مدينة بنزرت سنة 1905 وبعد عام ونصف نجح في مناظرة التدريس من الطبقة الثانية فعين مدرسا في المعهد الصادقي سنة 1907 وشارك ثانية في 1912 في مناظرة التدريس في الطبقة الأولى لكنه لم ينجح ويبدو أنه أحس بالظلم وأن النتيجة لم تكن منصفة له فقرر الإلتحاق بعائلته في دمشق في السنة ذاتها فأقام في دمشق طيلة ثمانية سنوات من 1912 الى 1920 ودرس خلالها في المدرسة السلطانية وهي من أهم المؤسسات التربوية في سوريا كما كان يقدّم دروسا في الجامع الأموي وينشر مقالاته في الصحف السورية وشارك في تأسيس مجمع اللغة العربية بدمشق وبعد احتلال الفرنسيين لدمشق اضطر لمغادرتها لأنه كان يواجه حكما فرنسيا بالإعدام واستقر سنة 1920 في العاصمة المصرية القاهرة وهي الفترة الأغنى في مسيرته العلمية. وفي مصر واصل انخراطه في الحياة الجمعياتية فأسس جمعية تعاون جاليات شمال إفريقيا سنة 1923 والتحق بالتدريس في جامع الأزهر وتولى رئاسة تحرير مجلة نور الإسلام سنة 1929 وكان قد أصدر في تونس سنة 1904 مجلة السعادة العظمى سنة 1904 ونال عضوية مجمع اللغة العربية في مصر سنة 1933 وعضوية هيئة كبار علماء الأزهر وعين شيخا للأزهر سنة 1952 وكان أول وآخر أمام للأزهر من غير المصريين ومنحه جمال عبدالناصر قلادة النيل وهي أرفع وسام مصري وكان الأمام الخضر حسين وراء الجولة السياسية التي قام بها الزعيم الحبيب بورقيبة في مصر لحشد التأييد السياسي والإعلامي للقضية التونسية توفي في 1958 ودفن في القاهرة ترك مجموعة هامة من الكتب والمؤلفات التي تصل الى مجلدات نذكر من بينها بلاغة القرآن تراجم الرجال أسرار التنزيل رسائل الإصلاح الدعوة الى الإصلاح دراسات في العربية وتاريخها الخ.