تونس «الشروق»: اعتبر الممثل جمال المداني، الذي شارك في أكثر من عمل رمضاني هذه السنة أن الجدل الذي أثاره مسلسل «علي شورّب»، ليس بمعزل عن شخصية التونسي التي تذكر بالمثل الشعبي القائل «المعزة تأكل وتصيح»، فالتونسي يستهلك المنتوج، وفي نفس الوقت ينتقده، وخاصة في شهر رمضان هذه الفترة الذي تخلى فيه التونسي عن السياسة والسياسيين لأنه تأكد من فراغهم الكلي ولهثهم وراء الكراسي، على حد تعبيره. وتابع المداني في ذات السياق: «ولما يئس التونسي من السياسيين لم يبق أمامه في وسائل الإعلام غير المنتوج الفني ليستهلكه وينتقده، وشخصيا يسعدني كثيرا أن الجمهور التونسي لديه جانب نقدي، وهذا مهم لأن جمهورنا لا يستهلك بسلبية، ومن ناحية أخرى ثمة حملة تحريضية حصلت ضدّ العمل وذلك يدخل في إطار التنافس غير الشريف بين القنوات التلفزية، وأنا أتأسف لهم لأن حملتهم ساعدت على نجاح المسلسل، والدليل أن هناك قرابة 9 أعمال في قنوات أخرى ولم يتحدث عنها أحد..». سيطرة «الحوار التونسي».. الجدال حول مسلسل «علي شورب» في حوارنا مع جمال المداني، لم يفسد ود الحوار، لذلك حصر المداني الجانب الإيجابي في هذا العمل في سعادته كممثل تونسي بنجاح قناة تونسية أخرى (التاسعة)، لأن قناة الحوار التونسي سيطرت على نسب المشاهدة لسنوات، وكانت بمفردها في الساحة رغم تعدد القنوات، وهذا لا يخدم المشهد السمعي البصري أو الإعلامي في تونس، على حد قوله. ولئن خير المداني عدم التطرق إلى أداء الممثلين، في العملين فإنه أجاب عما ذهب إليه عدد من زملائه من كونه كان الأقرب لتجسيد شخصية شورب، بالقول: «في تونس فقط ثمة 20 ممثلا قادرا على تجسيد شخصية علي شورب أفضل من لطفي العبدلي، وثمة 50 ممثلا يجسدون دوري أفضل مني، أما بقية الممثلين فلا يقدرون على هذا المسلسل، لأنه ثمة فرق بين أن تكون ممثلا جيدا وأن تكون «صنايعي»، فهل الممثل الجيد قادر على أن يقوم ببطولة مسلسل في شهر ونصف عمل؟.. كلا لا يستطيع لأن «الحمل» لا يقدر عليه غير الصنايعي مثل لطفي العبدلي ودليلة مفتاحي وحمادي الوهايبي ومعز القديري ومحمد الحبيب المنصوري وأسامة كشكار ونجوى ميلاد ومحمد علي المداني، وزهرة الشتيوي... «تاج الحاضرة» وفي إشارة إلى مسلسل سامي الفهري على قناته، استدرك محدثنا قائلا: «ورغم ذلك لأول مرة في تاريخ الحوار التونسي، أحترم التوجه الذي اختاره سامي الفهري من خلال مسلسل «تاج الحاضرة» الذي يحكي على فترة من أحلك الفترات في تاريخ تونس، بما أنها كانت سبب دخول الاستعمار، فالباي الذي يتحدثون عنه هو الذي بنى قصر المحمدية وميناء غار الملح الذي ردم بعد بضع سنوات من بنائه بسبب غش المهندسين الذين شيدوه للباي في مصب وادي مجردة، وهذا الباي هو الذي دفع تونس إلى التداين وجعلها تتخبط في المشاكل المادية، خاصة وأن وزراءه وخاصة الوزير بن عياد كان يقترض ولا تدخل سوى نسبة قليلة من هذه القروض لخزينة الدولة..» هذه المعلومات كانت منطلقا لتساؤلات توجه بها جمال المداني لسامي الفهري، كانت كالآتي: «أين كل هذا يا سامي في تاج الحاضرة؟.. أين قانون منع الرقّ عندما يهدي جارية لمحمد القاسم؟.. لقد سعدت عند سماع محتوى السيناريو، فلماذا حذف سامي كل هذا؟.. ولا أعتقد أن رضا قحام لم يمرّ على هذه الأحداث، وهذا واضح لأن مسلسلا في 30 حلقة يتحول إلى 15 حلقة، ليس بتلك السهولة.. المشكل الجنسي موجود في تونس ويطرح دائما لكن لا يجب أن نظل نلوك في هذا المشكل، ورغم ذلك «برافو» سامي الفهري لأنك أعجبتني في هذا التوجه ولذلك نقدتك».