بَعد «الصّدمة الحَضارية» أمام الأنقليز لا خيار أمام عناصرنا الدولية عن هزم «الشياطين» البلجيكية لإنقاذ حلم الجماهير التونسية في الكأس العالمية التي تحتاج إلى جاهزية كبيرة وعزيمة فُولاذية و»طبخة» فنية عالية الدقّة وهو ما إفتقده فريقنا في الجولة الافتتاحية. فقد كانت مردودية «الكوارجية» كاريثية وأتحفنا نبيل معلول ب»خَلطة» عَجيبة بعد أن أوهم الناس لفترة طويلة بأنه داهية كبير وقد يتفوّق من حيث الذكاء على أشهر الإطارات الفنية العالمية بل أنّ سيّد الشطرنج المعروف «كاسبروف» قد يستغلّ تواجده في الأراضي الروسية ليأخذ عنه بعض «الحِيل» العبقرية و»الكَرامات» الروحانية التي قد يُنافس بها «الكوتش» السيدة المنوبية وسيدي محرز الذي قال بعض الظّرفاء إنّه «خَذلنا» لوجوده خارج الخدمة بعد الدقيقة التسعين وهو التوقيت الذي إستغلّ فيه «هاري كين» سَذاجة اللاعبين التونسيين ليخطف هدف الإنتصار ويُشعل نيران الغضب في صفوف المحبين. لا للوعود الزائفة هذه الهَزيمة خَلّفت الكثير من الإستياء وجُملة من «النّوادر» التي تصلح أن تكون مُسلسلا روسيا بمائة حلقة وهو نفس عدد الكيلومترات التي قطعتها الأقدام التونسية في لقاء أنقلترا دون تحقيق الهدف المنشود: أي أنّ هذه المجهودات الخُرافية ذهبت هباءً منثورا بفعل المَخاوف الدفاعية و»الفلسفة» الغَريبة للمدرب الذي لم يتوقّف عن تقديم الوعود الزائفة للجماهير التونسية والتأكيد صباحا مساءً بأن الفريق قدّم مباراة بطولية ضدّ الأنقليز وهو ما لا يُصدّقه إلاّ «الأهبل» أومن ذهب مال الخليج و»حُوريات» المُونديال بعقله. معلول تعهّد عشية النهائيات المونديالية ببلوغ الدور ربع النهائي بعد أن إغترّ بالتصنيفات الدولية والأداء الجيّد في اللّقاءات الودية هذا قبل أن نُلدغ من جحر الأنقليز للمرّة الثانية في الكأس العالمية ونَستفيق من الوهم الذي بَاعه المدرّب للشّعب. ورغم أنّ الخسارة القاسية ضدّ فريق «ساوثغيت» كانت تَقتضي أن يتّبع معلول سياسة «لينين» ويتراجع خطوة إلى الخلف ويحفظ لسانه إحتراما لعقول الناس فإنه واصل خطاباته «التضليلية» وأحلامه الوردية بدل أن يعترف بهفواته البدائية ويقوم بالتحضيرات الضرورية لمواجهة اليوم ضدّ بلجيكا وهي فرصة الأمل الأخير لإحياء أمنية العبور ومُصالحة الجمهور الثائر من أرض الخضراء إلى الساحة الحمراء التي إحتلّتها الحُشود البشرية وغَزتها الشاشية التونسية أملا في إعلاء الراية الوطنية رغم صُعوبة المَهمّة ضدّ «النجوم» البلجيكية التي استهلّت مُغامرتها بفوز ساحق على «بَنما» شريكتنا في «القائمات السّوداء» ومُنافستنا في الجولة الختامية من النهائيات المُونديالية. الإنتصار أوالإنهيار لقاء اليوم في العاصمة الروسية لا يَقبل القسمة على اثنين: فإمّا أن نَنتصر ونُنعش الحظوظ بالمرور إلى الدور الثاني وإمّا أن نَخسر ونعود بيد فارغة والأخرى لا شيء فيها وهي عادتنا المَعروفة في المشاركات التونسية الثلاث السّابقة في الكأس العالمية. وتنتظر الجماهير الرياضية ردّة فعل قويّة من قبل «الكوارجية» تكفيرا عن المردود الهَزيل ضدّ الأنقليز ودفاعا عن «بَقايا» سُمعة الكرة التونسية والعَربية في هذه التظاهرة الكونية التي يتحمّل فيها أيضا المدرّب مسؤولية وطنية جسيمة بحكم أنّ الشّعب يُعلّق على هذا الجيل آماله لبلوغ الدّور الثاني الذي نُطارده منذ أربعين سنة. وفي صورة أنجز معلول حلم الشّعب فإنّه سيدخل فعلا التاريخ والقلوب لأنّ «الحَسنات يُذهبن السّيئات» أمّا إذا مرّ الفريق بجانب الحدث فإن الجمهور سيقول لنبيل ما قاله الأسطورة «مارادونا» لمدرب الأرجنتين «سَامباولي»: «إذا فشلت فإنه من الأفضل أن لا تعود في طائرة المنتخب لأنّك لن تَجد في «بوينس آيرس» ما يُعجبك». من أجل هؤلاء بَعيدا عن خُزعبلات معلول وأمنيات الشّعب التونسي الذي يُطالب بالدور الثاني أوعلى الأقل بالإقناع كما فعلت المغرب وإيران ضدّ البرتغال وإسبانيا لابدّ من توجيه تحيّة إكبار وشهادة تقدير إلى كلّ الأحباء البسطاء الذين لم يتخلّفوا عن نُصرة المنتخب ولو وقوفا ومن خلف الزّجاج كما حصل مع اثنين من عَملة بلدية تونس في مشهد تَقشعرّ له الأبدان لأنه يعكس قوّة الإنتماء للوطن وصِدق الوفاء للفريق الوطني الذي نُريده أن «يكوّر» وينتصر من أجل هؤلاء الذين آمنوا بقيمة العمل لا ب»التواكل» كما يحصل مع جامعة وديع الجريء والمدرب نبيل معلول. ورغم الألم يَبقى الأمل. البرنامج منافسات المجموعة (7) تونس – بلجيكا (س13) منافسات المجموعة (6) كوريا الجنوبية – المكسيك (س 16) ألمانيا – السويد (س 19) ترتيب المجموعة (7) 1) بلجيكا 3 - أنقلترا 3 3) تونس 0 4) بَنما 0 ترتيب المجموعة (6) 1) السويد 3 - المكسيك 3 3) ألمانيا 0 4) كوريا الجنوبية 0 4 أشهر راحة لمعز حسان أثبتت الكشوفات الطبية التي أجراها امس الجمعة حارس المنتخب الوطني لكرة القدم معز حسان أن الاصابة التي تعرض لها في مقابلة المنتخب التونسي ضد المنتخب الإنقليزي تتطلب راحة بأربعة أشهر بعد تعرض كتفه الأيسر للخلع.