أغيثوني جوابا أمسك به حبل نجاة من الغرق في السراب هل هو من باب الصدفة أم من «خوخة» الشغل والحرية والكرامة الوطنية ان يترك «الشاف خميّس» وعرفه عاشور الساحة مرتفعا لقارون وفرعون «يتفرعنان» على قوم استقوى على نفسه بنفسه إحباط نفسه وإذلالها. هل هو مكتوب على جبين هذا البلد أن يتجنس على بابا تونسيا ويصيح صحبه الأربعون سارقا لكل واحد منهم أربعون خلية لإخلاء البلاد من مكاسبها وخزائنا من أموالها وقلوب أهلها من أحلامها وطمأنينتها وراحة بالها. هل هي إعادة التاريخ لنفسه حتى ينتصب صعاليك الجاهلية من جديد حماة لقبائلهم وقطّاع طرق لغيرهم ولغير ذويهم وهم أكثر تأبّطا للشر من «كارلوس» الشرشر العالمي ومن تأبّط شرّا نفسه. وهلا تكون السنوات الثماني العجاف التي مرت علينا من السنوات الأربعين للحرب التي دارت بلا هوادة وبدون انقطاع بين الأوس والخزرج من أجل ناقة عفست في النبع فعكّرت صفوه. ألسنا نعيش في الماء العكر لذاك النبع الذي سالت حوله دماء أكثر من سيلان مياهه. أم أننا تحت عفسة الناقة في انتظار توافق شيخي القبيلتين على الهدنة هل عاد بنا التاريخ الى مزابله أم نحن خارجه ام هاربون منه إني أرى في الأمر فواضل وفضلات وزبالة.. فهل تكون علّتنا في نظامنا في قاموس المزابل أليست قاموس الفضلات تعود اليوم صفة السيد الفضال والسيدة الفاضلة في كل بزنس ومافيوزيا. الثابت عندي هو أن فضلات ديمقراطية الفواضل ضارة قاتلة وغير قابلة للرسكلة ولا للتطهير. والثابت عندي هو أن في تونس حتى الديمقراطية لم تسلم من الفواضل والأثبت عندي هو نظام فرنسي الفاضل والسيدة فضلة ثابت.