تَعيش الجماهير المُونديالية اليوم على وَقع جولة سَاخنة وحاسمة على درب التأهل إلى المحطّة الثانية من الكأس العالمية المُقامة في الملاعب الروسية. في المجموعة الخامسة لم يرتق أداء البرازيل إلى المستوى المأمول وعانى الفريق الأفضل لكلّ الأوقات في «المُونديالات» الأمرين أمام سويسرا وكُوستاريكا. وقد خيّب منتخب «الصّامبا» التوقّعات التي تنبأ أصحابها بإكتساح زملاء «نيمار» للمنافسات العالمية قياسا بتقاليدهم التاريخية وترسانة «النّجوم» التي يمتلكها المدرّب «تيتي» علاوة على التألق اللاّفت للفريق في التّصفيات المُونديالية وأثناء المُواجهات الودية التي دارت فيها «الماكينة» الهجومية بسرعة قياسية قبل أن تَتعطّل مع إنطلاق النهائيات حيث إنتزع الفريق تعادلا بطعم العَلقم أمام سويسرا وفاز بشق الأنفس على كُوستاريكا. هذه النتائج المُتواضعة حكمت على البرازيل المُرشحة للتربّع على عرش الكرة العالمية بالصّبر والإنتظار بدل حسم الأمور في توقيت مبكّر. ولا خيار اليوم عن تحقيق الإنتصار أوعلى الأقل التعادل أمام صربيا لتأمين العبور إلى الدور الثاني وبعث الإطمئنان في نفوس المحبين الحالمين بإنتفاضة كبيرة تُعيد للبرازيل كِبرياءها المجروح منذ السباعية التاريخية أمام الألمان في النّسخة الماضية من الكأس العالمية. من جهتها، أظهرت صِربيا إمكانات لا يُستهان بها بعد الفوز المُستحق على كُوستاريكا والسّقوط الخَفيف ضدّ سويسرا وتبدو حظوظ رفاق «كُولاروف» قائمة ل»مفاجأة» البرازيل والحصول على تأشيرة التأهل إلى الدّور الثاني. وتملك صربيا مَصيرها بيدها بما أن الإطاحة بخصمها البرازيلي يضعها في المحطة الموالية كما أن نقطة التعادل قد تمنحها فرحة العبور شرط أن تنهزم سويسرا أمام كُوستاريكا بأكثر من هدف. من جانبه، أثار الفريق السويسري بقيادة المدرّب «بيتكوفيتش» ضجّة كبيرة في المونديال الروسي لأكثر من سبب. ذلك أن سويسرا أبدعت أمام البرازيل وفرضت عليها التعادل قبل أن تضرب بقوّة ضدّ الصّرب وتنتصر بهدفين عن طريق «تشاكا» و»شاكيري» وهما الثنائي الذي أشعل الأجواء بعد إحتفالهما بطريقة تُوحي بخلط واضح بين الرياضة والسياسة ما يَتعارض مع قوانين «الفيفا». وستكون آمال السويسريين عريضة لتحقيق التأهل لأنّ السيناريوهات المتوقّعة في هذه الجولة تلعب لفائدتها كما أنها تملك جميع المؤهلات لهزم كُوستاريكا التي عجزت هذه المرّة عن تفجير مفاجآت مُدوية كما فعلت في النسخة الفارطة من المُونديال. صُداع كبير في المجموعة السّادسة ستعيش الجماهير المكسيكيةوالسويدية والألمانية وحتى الكُورية صُداعا كبيرا نتيجة الحسابات المتشعّبة والفرضيات المُعقّدة. وكانت المكسيك قد قَهرت الألمان وتَفوّقت على الكُوريين لتنال إعجاب المُتابعين دون أن تُوقّع بصفة رسمية على بطاقة العبور إلى الدور الثاني وهو قريب جدّا من أبناء «خوان كارلوس» الذين يَكفيهم التعادل أمام السويديين للترشّح في صَدارة مجموعتهم مع تفادي جحيم الحِسابات التي ستكتوي بنيرانها «الترويكا» المُتحاربة على البطاقة الثانية. ومن المنتظر أن تُقاتل السويد أمام المكسيك دفاعا عن حقّها في العبور وسيستبسل الألمان أيضا ضدّ كوريا الجنوبية لإنقاذ الموقف وتحقيق التأهل الذي كاد أن يُصبح في خبر كان ولا الهدف القاتل ل»كروس» في لقاء السويد. هذا وستكون حظوظ كوريا الجنوبية ضئيلة إن لم نقل شبه معدومة خاصّة أنها تقبع في أسفل الترتيب وتحتاج إلى «مُعجزة» حقيقية للمرور إلى الدور الثاني من ثقب إبرة. البرنامج منافسات المجموعة (5) (س19) صربيا – البرازيل سويسرا – كُوستاريكا الترتيب 1) البرازيل 4 - سويسرا 4 3) صربيا 3 4) كُوستاريكا 0 منافسات المجموعة (6) (س 15) كوريا الجنوبية – ألمانيا المكسيك – السويد الترتيب 1) المكسيك 6 2) السويد 3 - ألمانيا 3 4) كوريا الجنوبية 0