يبدو أن حمّى الزيادة في الأسعار لن تنتهي ولن تتوقف. وهذا الأمر الذي خنق التونسي سيدفع به إلى الانفجار آجلا أم عاجلا حسب ما يؤكده الخبراء. فهل سيصمد التونسي خاصة عندما يشعر بأنه مهدد في غذائه وقوته؟ تونس الشروق: زيادة في الفائض البنكي وزيادة في أسعار المحروقات وزيادات مرتقبة في أسعار الحليب ومشتقاته وزيادات في مواد التنظيف وفي الأدوية وفي ثمن العلاج وفي الكشوفات الطبية والتحاليل المخبرية وفي أسعار الملابس والأحذية وفي جميع المواد الأساسية والكمالية .... زيادات قاصمة لظهر التونسي حرمته حاليا من استهلاك بعض المواد على غرار اللحوم الحمراء والأسماك والفواكه الجافة وحتى الغلال وبعض الخضر. وستحرمه لاحقا من شرب الحليب وتغذية أطفاله واحتساء القهوة ... هذه الموجة الجنونية في ارتفاع الأسعار تجعلنا نتساءل ما إذا كان التونسي سيقدر على الصمود ويتقبلها أم أنها ستكون وقودا جديدا لاحتقان اجتماعي وتوتر وربما انفجار وشيك لاحتجاجات لا حصر لها. تحذير وتنديد اتحاد الشغل وباعتباره أكبر منظمة تهتم بالطبقة الشغيلة التي تعاني من تدهور كبير في قدرتها الشرائية ندد بسياسة الدولة التي تصب في رفع الدعم عن المواد الأساسية. ووصف في بيان أصدره أمس أن الزيادة في الأسعار الأخيرة والمرتقبة والمتعلقة بالزيادة المفتعلة في سعر الفائدة البنكية و المحروقات والزيادات اللاحقة المبرمجة التي أملتها الدوائر المالية العالمية على الحكومة بأنها متخبّطة ولا شعبية تثبت مرّة أخرى غياب الرؤية الاستراتيجية وسوء إدارة الأزمة والتفرّد بالقرار واستسهال الإجراءات الظرفية والترقيعية. واعتبر أن الزيادات لن تزيد إلاّ في إثقال كاهل عموم الشعب وتأزيم وضع المؤسّسات الاقتصادية التونسية وإدخال البلاد في دوّامة زيادات لن تزيد إلاّفي تدهور المقدرة الشرائية لعموم الشعب وفِي تسريع وتيرة التهريب والسوق الموازية وتوسيع نطاقهما. صبر التونسي لن يطول ويرى الأستاذ علي المالكي نقابي سابق أنه في ظل وضع سياسي متعفن ووضع اجتماعي خانق وبطالة مستفحلة وارتفاع صاروخي للأسعار وتدهور مريع للمقدرة الشرائية للأجراء والطبقة الوسطى محرار الاستقرار السياسي والاجتماعي وتنامي الجريمة والإفلات من العقاب وتحول تونس من بلد تتوفر فيه الحماية للصناعة الوطنية الى بلد يستورد أكثر مما يصدر ويقتات مما يجود به علينا صندوق النقد الدولي الذي يفرض علينا منوالا اقتصاديا واجتماعيا يشكل خطرا على وحدة البلاد وتماسكها وازدهار السوق الموازية وامتلاء جيوب الفاسدين ومن يحميهم من الطبقة السياسية على حساب قوت ضعاف الحال وحاملي الشهائد العليا الذين انسدت في وجوههم آفاق التشغيل والحياة الكريمة فلجؤوا الى قوارب الموت هربا من موت بطيء مفضلين الغرق وأن تبتلعهم مياه البحر على البقاء في بلد لا تحفظ فيه الكرامة البشرية. ويرون سفينة البلد تغرق وربانها في صراعاتهم الحزبية يتنابذون ويتنابزون. وهذه المؤشرات بالإضافة إلى ما حدث في كأس العالم والخيبة المريرة ونتائج ال"باك "وال"نوفيام" وال"سيزيام" ... هذه المؤشرات تنذر بصيف ساخن.