تمكن منتخبنا الوطني من تحقيق انتصار صعب على بنما في الجولة الاخيرة من الدور الاول لمونديال روسيا 2018 ليغادر بعد مشاركة لم تختلف على سابقاتها حيث اكتفى بالدور الاول فقط. مسيرة المنتخب كشفت الهوة الواسعة بين لاعبينا ولاعبي المنتخبات الاخرى ما يفرض المراجعة والاصلاح وهو ما أكده المدرب عامر دربال. تغييرات منطقية دربال أوضح ان اللقاء الاخير للمنتخب امام بنما شهد عديد التغييرات على مستوى التشكيلة الاساسية والتي اعتبرها محدثنا منطقية بإعتبار انه لا يمكن تغيير تشكيلة كاملة تتكون من 11 لاعبا، وبين ان هذه التغييرات كشفت عديد الحقائق لعل اهمها الدور الحاسم للظهير الايسر اسامة الحدادي وخاصة في الناحية الدفاعية الى جانب المعاضدة الهجومية والتمريرات الصحيحة. وبين دربال ان لاعب المحور رامي البدوي اظهر تناغما كبيرا مع زميله ياسين مرياح على عكس صيام بن يوسف الذي ارتكب عديد الاخطاء وتسبب في ضربة جزاء امام بلجيكا او يوهان بن علوان الذي لم يتفق اسلوب لعبه مع مرياح. كما ان المهاجم وهبي الخزري قدم بدوره مباراة هي الافضل له منذ عودته من الاصابة ما يعكس تطوّر أداء اللاعب تدريجيا وبالتالي يرى دربال انه كان على معلول عدم التعويل على الخزري في اللقاءين الاول والثاني لاكثر من 60 دقيقة. غياب الرهان انتصار منتخبنا الوطني على بنما اعتبره المدرب عامر دربال تاريخيا وهو الذي جاء بعد 40 سنة كاملة اي منذ الانتصار على المكسيك في مونديال الارجنتين 78، لكنه أكد على انه نتيجة عادية نظرا لتفاوت موازين القوى على المستوى الفني بين لاعبي منتخبنا ومنتخب بنما. كما ان غياب الرهان في لقاء ال امس وتواضع المنافس منتخب بنما الذي كان يبحث فقط على شرف المشاركة للمرة الاولى وتسجيل اول هدف في لمونديال، جعل الانتصار يكون دون طعم وبين ان هذا الانتصار لا يمكن ان يكون الشجرة التي تحجب الغابة. عشوائية الاختيارات دربال أضاف ان اختيارات المدرب نبيل معلول على مستوى التشكيلة خاصة في اللقاءين الاول والثاني وتحديدا في الهجوم والجهة اليسرى للدفاع كانت خاطئة فالخزري وعلي معلول مثلا نقطة ضعف المنتخب امام انقلترا وبنما وكان على معلول تغييرهما اثناء اللعب قبل فوات الاوان. كما ان البدري والسليتي لم يقدما نفس المستوى الذي ظهرا به في الوديات وذلك نتيجة االخوف من المنافس في افتتاح المونديال. عامر دربال دعا الى الاصلاح وذلك يتطلب ارادة وطنية وتضافرا للجهود بين الدولة ووزارة الشباب والرياضة وجامعة كرة القدم وكل الهياكل الرياضية لان ذلك رهين اعادة النظر في البنية التحتية و مراجعة التكوين القاعدي حتى نتمكن مستقبلا من ايجاد لاعبين يمكن ان يكونوا مصدر استثمار ويمكن تسويقهم للبطولات الاوروبية وليس الخليجية ونتمكن من بناء منتخب قادر على منافسة المنتخبات الكبرى في العالم.