تحت إشراف الباجي قايد السبسي، رئيس الجمهورية، أعلن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، مساء الجمعة بمدينة الثقافة بتونس، عن تأسيس "كرسي أبي القاسم الشابي للشعر العربي" ببادرة من مؤسسةعبد العزيز سعود البابطين الثقافية، بحضور مديرها العام الدكتور عبد العزيز سعود البابطين. تونس (الشروق) وألقى وزير الشؤون الثقافية كلمة، عقب النشيد الوطني الرسمي، رحب خلالها برئيس الجمهورية وشكر حضوره للإشراف على تأسيس كرسي أبي القاسم الشابي للشعر العربي وإيلائه الأهمية لعلم من أعلام تونس، وللثقافة عموما، شاكرا في كلمته الدكتور عبد العزيز سعود البابطين على هذه البادرة واهتمامه الكبير بشاعر تونس الفذ أبي القاسم الشابي، وختم الوزير كلمته بالقول: "بقي أن نتبين الصيغة القانونية لهذا الكرسي...". ومن جانبه شكر المدير العام لمؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية، الرئيس الباجي قايد السبسي، على حضوره وعلى استقباله في وقت سابق بقصر قرطاج، قبل الحديث عن أبي القاسم الشابي، الذي قال عنه، إنه الشاعر الكبير الذي تغنت بأشعاره الشعوب التائقة إلى الحرية، وإنه رمز الجمهورية وكل تائق للحياة، مضيفا: "في روح كل منا، روح تونس والشابي روح تونس". وذكر الدكتور عبد العزيز سعود البابطين باهتمام مؤسسته منذ نشأتها بأبي القاسم الشابي، حيث نشرت ديوانه وأصدرت عديد الدراسات حول الشابي وشعره، مبرزا أن الشابي كان ملهمه منذ بداياته كشاعر، وأن اجتماع الحضور مساء أول أمس بمدينة الثقافة بتونس، جاء من أجل تأسيس كرسي، وصفه بالفريد من نوعه، والخاص بتونس، لكن أنشطته تشمل كل الوطن العربي، معتبرا أن هذا الكرسي سيصبح علامة مميزة في تاريخ الثقافة العربية وسترعاه مؤسسته. آلاف الكتب هدية لمدينة الثقافة وعن مدينة الثقافة التي احتضنت حفل تأسيس كرسي أبي القاسم الشابي للشعر العربي، اعتبر الدكتور عبد العزيز، أنها مكسب ثقافي تفتخر به تونس، معلنا تبرّعه بما قال عنه بضعة آلاف من الكتب لمكتبتها، قبل الانتقال للحديث عن علاقة بلده الكويت، وعلاقة مؤسسته بتونس، علاقة وصفها بالمتجذرة والوطيدة، مستحضرا في الآن ذاته الأسماء التونسية التي مرت بمؤسسته وهم على التوالي الدكتور أبو القاسم كرّو والدكتور كمال عمران الذي فارقنا منذ أيام . أمسية شعرية وجدير بالذكر أن مقدم الأخبار بالقناة الوطنية الأولى إقبال الكلبوسي قدم حفل تأسيس كرسي أبي القاسم الشابي للشعر العربي، وقبل مغادرة رئيس الجمهورية للحفل، سبق الدكتور عبد العزيز سعود البابطين الشعراء وقرأ أبياتا من قصيدة بعنوان "الإبداع الخالد"، يقول مطلعها: "خلّد سجلّك فالبقاء قليل... إن الزمان بعمره لطويل" مستبقا بذلك الأمسية الشعرية التي تلت مغادرة رئيس الجمهورية. واستمتع الحضور بجمال الكلمة وبأشعار جادت بها قرائح شعراء من تونس ومن الدول العربية على غرار سميرة فرجي من المغرب التي أهدت قصيدة إلى تونس، والشاعرة ابتسام الصمادي من سوريا التي رسمت بكلماتها وجع بلدها، والشاعرة عائشة الشيخي من سلطنة عمان، والشاعر الكويتي الشاب سالم الرميلي والشاعر المصري علاء جانب، الذي تفاعل معه الحضور بحرارة، شأنه شأن الشاعر التونسي آدم فتحي، الذي أطل بقصيدة جديدة، كلها أمل وحب لهذا الوطن، ومن تونس أيضا استمتع الحضور بقصائد منصف الوهايبي ومنصف المزغني المميز كعادته وفاطمة عكاشة ومعز العكايشي.