ما يزال مشروع التقسيم الجديد لأندية كرة اليد ونظام البطولة يثير الجدل بين اوساط المهتمين بهذه الرياضة ويبدو ان الشق الاعظم من هؤلاء انضم الى صف المتهمين للمكتب الجامعي بالشروع في حملة انتخابية سابقة لأوانها واستمالة الاندية من خلال تمتيعها بالصعود المجاني من قسم الى آخر او إلغاء النزول بالنسبة للفرق التي نزلت من درجة الى أخرى. مشروع التقسيم الجديد لم يكن واضحا ولا شك ولا اختلاف في ان تكتم المدير الفني على هذا المشروع وعدم طرحه للنقاش على الراي العام ولدى المعنيين بالأمر قد ترك عديد التأويلات والاشاعات. وانارة للراي العام اتصلنا بالمدير الفني للجامعة للحديث عن مشروع التقسيم الجديد وقد أكد ياسين عرفة انه طالع عديد المغالطات والانتقادات المبنية على عدم الالمام بالمشروع الذي ما يزال حسب المدير الفني مجرد مقترح ولن يتم تفعيله الا بعد مصادقة المكتب الجامعي عليه. ليس هناك الغاء للنزول ولا صعود مجاني لاحظنا ان عدة فرق نزلت وأخرى لم تحقق الصعود تتبادل التهاني اما بالبقاء (منزل تميم وهيبون ومدنين ونابل في الذكور ونادي فتيات بنزرت والجمعية النسائية بصيادة في الاناث) او لتمكينها من الصعود المجاني (القيروان وقصر هلال وطبربة والشابة...) وهنا اوضح ياسين عرفة ان الادارة الفنية لن تقدم «هدايا» لأي فريق ولن تسمح لنفسها بخرق القوانين (اي تمتيع من نزل بالبقاء ومن لم يصعد بالصعود). مزايا التقسيم الجديد وأوضح ياسين عرفة ان اهداف التقسيم الجديد تتمثل في التقليص من عدد المقابلات لا غير لان نظام البطولة السابق يتضمن مرحلة اولى فيها بين 50 و60 % من عدد المقابلات المتكافئة وفي المرحلة الثانية تمثل هذه المقابلات نسبة 85 الى 95 % والمستوى التنافسي المتوسط سابقا كان يستحوذ على 8 اشهر مقابل شهر فقط للمستوى العالي. ومن هذا المنطلق تم اعداد مشروع التقسيم الجديد الذي يهدف للتنقيص من المقابلات غير المتكافئة والتقليص من مدتها لان المرحلة الاولى التمهيدية ستمتد على 6 اسابيع فقط. وبعد هذه المرحلة سيكون لدينا بقية الموسم مجموعة بلاي اوف ب 8 فرق تلعب في مستوى متكافئ على امتداد 8 اشهر تقريبا ومجموعة تفادي نزول ايضا فيها رهانات كبيرة تجعل كل الفرق معنية بكل المقابلات . 28 مباراة في الموسم نظام البطولة السابق كان فيه 32 مقابلة كحد أقصى للفرق التي تصل الى نهائي الكأس (28 مقابلة في البطولة و4 لقاءات في الكأس) ونظرا لضغط الروزنامة كانت الادارة الفنية تبرمج مقابلات وسط الاسبوع (يوم الاربعاء تحديد) 10 جولات كاملة تلعب الاربعاء وحسب ياسين عرفة فان التقسيم الجديد سيمكن من التخفيض في عدد المقابلات من 32 الى 28 مباراة في الموسم وتفادي اللعب يوم الاربعاء ذلك انه يمكن برمجة 4 اسابيع فقط في يوم الاربعاء اي وسط الاسبوع ويؤكد المدير الفني ان هذا الاجراء سيمكن اللاعب من وقت اكثر للتدريب وسيجنب اللاعبين الارهاق والاصابات الناتجة عن ضغط المقابلات والروزنامة وتذبذب اوقات التمارين. عودة مسابقة كأس الابطال أكد ياسين عرفة ان المقترح الجديد يتضمن ايضا اعادة تجربة كأس الابطال وستلعب في بداية كل موسم وستجمع صاحبي المركزين الاول في البطولة بطرفي نهائي الكأس واذا ما كان احد طرفي نهائي الكأس من الثنائي الاول في البطولة سيتم اللجوء الى صاحبي المركزين الثالث والرابع في البلاي أوف. دورة تدارك لفرق المستوى الرابع كما هو معلوم سيكون النظام الجديد للبطولة في الوطني «أ» و»ب» اكابر وكبريات هو نفسه اي بطولة ب16 فريقا توزع على 4 مستويات (فرق البلاي اوف في المستوى الاول وفرق كأس الجامعة في المستوى الثاني والمستوى الثالث فيه صاحبا المركزين 9 و10 في الوطني «أ» والفريقان الصاعدان من الوطني»ب» اما الاشكال والغموض فهو حول الفرق الاربعة التي ستكون المستوى الرابع. في هذا الخصوص اوضح ياسين عرفة ان المقترح المقدم سيضع كل الفرق على قدم المساواة ولن يمنح امتيازا لأي فريق على حساب آخر. ومن المنتظر ان يتم اجراء دورة مصغرة تضم الفريقين النازلين مع رباعي من الوطني «ب» حيث سيتم توزيع الفرق الستة الى مجموعتين يصعد من كل مجموعة صاحبا المركزين الاول والثاني وستجرى هذه الدورة في بداية شهر سبتمبر بعد مصادقة المكتب الجامعي على المشروع قبل 15 جويلية الجاري. 4 فرق لنصف النهائي ونزول 4 فرق أكد عرفة ان مجموعة التتويج التي تضم 8 فرق ستتراهن على 4 مقاعد اولى مؤهلة لنصف نهائي البطولة (الاول مع الرابع..والثاني مع الثالث ذهابا وايابا) والفائزان في نصف النهائي يتقابلان ذهابا وايابا في الدور النهائي. ونفس الشيء في مجموعة تفادي النزول المتكونة من 8 فرق ايضا فالنظام الجديد ينص على نزول 4 فرق اي نصف فرق المجموعة وهذا يعني ان كل المقابلات ستكون مهمة وستجعل كل فريق يلعب بكل امكانياته الى آخر جولة دون الدخول في متاهة الانسحابات (les forfaits) والتلاعب بنتائج المقابلات الذي عانت منه البطولة كل موسم. وختاما نلاحظ ان عدة ممثلين للاندية سيجدون انفسهم في التسلل بعد ان ظنوا انهم كسبوا معركتهم مع المكتب الجامعي وانهم انقذوا فرقهم من النزول دون عناء ونفس الشيء بالنسبة لمن ظنوا انهم عادوا من الجلسة العامة بورقة الصعود دون ان يتعبوا ويكدوا من اجلها على الميدان. صراحة نقول ان المشروع المقدم من الادارة الفنية مشروع في ظاهره يوسع القاعدة ليقحم عدة فرق في مختلف الرهانات لكن في باطنه وجوهره قد يضمن فعلا تحسن مستوى كرة اليد بما انه سينتج في النهاية بطولة قوية تتكون من 8 فرق فقط في المستوى العالي ولا شك ان المكتب الجامعي سيصادق بالإجماع على مشروع الادارة الفنية لأنه مدروس ومقنع ومبني على آليات موضوعية ستسفر على تكوين مختلف المجموعات في مختلف الاقسام.