شهدت البلاد خلال اليومين الماضيين ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة بسبب تشكّل ما يُعْرف لدى مصلحة الرصد الجوي بظاهرة القبة الحرارية والتي ستتسبب وفقا لبيانات المعهد في تجاوز المعدلات الموسمية بعشر درجات. تونس(الشروق) وقد كشف خبير الأرصاد الجوية حمدي حشّاد الجمعة ان ظاهرة القبة الحرارية قد تتسبب خلال عطلة نهاية هذا الاسبوع في هبوب رياح الشهيلي وارتفاع درجات الحرارة التي ستتراوح بين 40 و46 درجة وقد تصل 48 درجة. مركز عمليات للتقصّي تقلبات في الطقس حتما لها تداعياتها الصحّية خاصة على ذوي الهشاشة في المناعة وهم اساسا المسنين والأطفال والحوامل وهو الامر الذي جعل وزارة الصحة العمومية تطلق مركز عمليات يوفر خدمة الطب الاستعجالي السريع على الرقم 190 للاستعانة وطلب ارشادات ونصائح عند الحالات الاستعجالية علما وان موجات الحر تسببت في وفاة حوالي 30 شخصا في كندا خلال الايام الاخيرة. وقد اكدت الدكتورة هند الشابي كاهية مدير وحدة الطب الاستعجالي بوزارة الصحة ل»الشروق» انه لم ترد على مركز العمليات اي حالات طارئة او حالات وفاة لكن الوضع يتطلب مزيدا من اليقظة والاحتياط». وكانت وزارة الصحة قد اصدرت بلاغا الجمعة للتحذير وتقديم نصائح حول خطورة التداعيات الصحّية لارتفاع درجات الحرارة على صحة الانسان وقد اكدت الدكتورة الشابي ل»الشروق» ان الانعكاسات السلبية للارتفاع الشديد لدرجات الحرارة يهم الجميع لكن بصفة خاصة الاطفال والمسنين والحوامل وحاملي الامراض المزمنة» مضيفة «هؤلاء ربما لا يشعرون بالعطش في الوقت الذي تكون فيه اجسادهم في حالة دفاع وتعرق وبالتالي يصلون مرحلة الجفاف دون انتباه وهي حالة قد تتسبب في الكثير من المتاعب الصحّية للاطفال وقد تتسبب في حالات اغماء والدخول في غيبوبة لدى كبار السن». واكدت المتحدثة انه لابد من الاجراءات الوقائية للحول دون وقوع تداعيات سلبيّة على صحة الافراد من ذلك وجوب شرب الماء بمعدل يتجاوز لتر ونصف في اليوم وكذلك وجوب عدم الخروج في درجات الحرارة المرتفعة خاصة خلال الفترة الزمنية الممتدة من العاشرة او الحادية عشر صباحا الى الثالثة بعد الزوال مشيرة الى ان من علامات الاصابة بضربة الشمس هي حالة الإجهاد والفشلة وارتفاع درجات الحرارة وهي حالات تتطلب في اقصاها (عند تواصل ارتفاع درجات الحرارة رغم تناول ادوية خاصة بالنسبة للرضع) الاستنجاد بالطبيب. الحرارة تقتل بخصوص حالات الوفايات المسجّلة في كل من كندا وفرنسا مؤخرا بسبب موجات الحر أوضحت الدكتورة هندة الشابي ان الوضع يختلف بينهم وبين تونس اذ ان موجة الحر مثلا المسجّلة في كندا تستمر ليلا نهارا وتفوق المعدلات العاديّة ولكن في تونس تشهد درجات الحرارة ارتفاعا خلال النهار وانخفاضا خلال الليل. كما نصحت بوجوب ابتعاد الحوامل عن تعريض انفسهنّ لاشعة الشمس خاصة اثناء السباحة فهي لا تشعر بالعطش ولكنها معرضة للجفاف وبالتالي تعرض جنينها للخطر. هناك مؤشرات عديدة يمكن من خلالها تفهّم هذا التدخل لوزارة الصحة العمومية والذي يظل هدفه تفادي اي تطورات قد تزيد من تعقيدات وضع الخدمات الصحّية العمومية ومزيد الضغط على طلبات الادوية المفقودة اصلا. ابرز هذه المؤشرات هي النسبة الهامة للمسنين في المجتمع التونسي والمقدّرة حاليا ب11.5 ٪ وفقا لارقام المعهد الوطني للاحصاء والمرشحة لبلوغ 19.8 ٪ بعد عشر سنوات. كما ان نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم المزمن في زيادة متواصلة اذ كانت النسبة لمن أعمارهم أكثر من 35 في حدود 24 ٪ في بداية التسعينات ثم بلغت 32 ٪ سنة 2006 ثم 36 ٪ سنة 2012 امّا بالنسبة لمن تجاوزت اعمارهم 60 سنة فنسبة الاصابة في صفوفهم تقدر بحوالي 69 ٪ ولدى الاطفال ما بين 13 و15 سنة حوالي 908 ٪ وهي ارقام مفزعة. كما يقدر عدد المصابين بمرض السكري لدى الفئة العمرية المتراوحة ما بين 30 و60 سنة في تونس ب15 ٪ ويسهل لموجات الحرارة التأثير بشكل مباشر في اصحاب الامراض المزمنة بالاضافة الى التأثير سلبا على صحة الرضع والحوامل وكبار السن عند التعرض لها دون اية وقاية. وقد تصل تاثيرات ارتفاع درجات الحرارة حد المس من القدرات العقلية لكبير السن بالاضافة الى علامات الإجهاد والفشلة وارتفاع درجات الحرارة وقد تؤدي موجة الحر الى حالات وفاة في حال لم يتم التعامل جيدا معها لتفادي تأثيراتها بالنسبة لكبار السن والمصابين بالامراض المزمنة والحوامل والرضع ما لم يتم الانتباه مبكرا الى تاثيرات ضربة الشمس.