مثل تميّز «فتاة المنار» في فرقة المنار بقيادة عازف الكمنجة رضا القلعي دافعا للعديد من الفنانين والمقرّبين في الوسط لمدير الفرقة الموسيقية لمدينة تونس في تلك الفترة صالح المهدي، ليتمّ توجيه الدعوة إليها من طرف الرشيدية حيث غنّت «برهوم» للنجمة العربية نجاح سلام. كسبت «فتاة المنار» الرهان والتحقت رسميا بالرشيدية على بساط من حرير حيث تلقّت تكوينا أكاديميا في الموسيقى. احتضن صالح المهدي هذا الصوت التونسي الرّخيم ومكّنها من عديد الألحان منها «نظرة من عينيك تسحرني» و«الحب نظرة» و«هلولة» التي تنازلت عنها صليحة لفائدتها وغيرها من الألحان التي صنعت المجد الفني ل«فتاة المنار» وعبّدت لها طريق التألق والتميّز وطنيا وعربيا. ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ في علاقة صالح المهدي الفنية الإبداعية ببيّة الرحال أو «فتاة المنار» بل أطلق عليها اسم عُليّة اقتداء بأخت الخليفة هارون الرشيد المشهورة بالغناء والعزف وبصوتها الرّخيم الذي يجمع بين الإمتاع والإقناع، وعليّة بنت المهدي التي حملت بيّة الرحال اسمها ببادرة من الدكتور صالح المهدي شاعرة عربية وأخت الخليفة العباسي هارون الرشيد وتعرف ب«العبّاسة». اشتهرت عليّة بشعرها وعزفها وهي ابنة من بنات الخليفة العباسي الثالث المهدي باللّه والذي بدأت فترة حكمه منذ عام 775 وانتهت 785 وعرفت فترة خلافته بالشعر والموسيقى. يتبع