نَظريا، يملك شيخ الأندية التونسية كلّ المؤهلات الضرورية ليبسط نفوذه على خريطة الكرة الإفريقية ويعانق من جديد سماء العَالمية بعد أن كان قد فاز بالزّعامة المحلية والعربية. وتبدو الأماني الترجية مُمكنة طالما أن الجمعية تتمتّع بتقاليد عريقة في المنافسات الدولية ولها قاعدة جماهيرية عريضة وطاقات مالية وبشرية كبيرة. ومن حقّ الجماهير الغَفيرة للفريق أن تحلم بالقبض على رابطة الأبطال الإفريقية في نسختها الحالية وإنهاء السنوات السبع العِجاف على الصعيد القاري. لكن مَشروعية مَطالب أحباء الأزياء الذهبية من شمال البلاد إلى جنوبها لا تعني أبدا إدراج هذه الكأس ضمن الأمور المفروضة والشروط المكتوبة في عقود «الكَوارجية» والإطارات الفنية بحجّة أن الإحتفالات بالمائوية لا تَستقيم ما لم تكن الجمعية «زَعيمة» للقارة السّمراء. سيكون من الرائع طبعا أن تَقترن «كَرنافالات» المائوية الترجية في جانفي القادم مع القبض على الكأس الإفريقية لكن غِيابها في هذه السنة الاستثنائية من تاريخ الجمعية التونسية الأقدم والأكثر تَتويجا لن يُفسد الفرحة الكُبرى بدخول «شيخ المُحترفين» «نادي المُعمّرين» وبين يديه مائة شمعة تحكي كلّ واحدة منها عن المجد التليد لفريق الشاذلي زويتن وطارق ذياب ومنير الجليلي وحسين بلخوجة... وغيرهم من الرجال والأبطال الذين شرّفوا الرايات الصّفراء والحمراء في كلّ الرياضات والاختصاصات. ميدانيا، يتصدّر الترجي الآن مجموعته في رابطة الأبطال ويسير نحو الأدوار المُتقدّمة من المسابقة القارية بثبات رغم الهنّات والثغرات خاصّة على مستوى المنطقة الدفاعية التي تحتاج حتما إلى إصلاحات جذرية ليكون أداء «المَاكينة» الترجية أفضل في بقية المشوار. ولاشك في أن الجمعية ستستبسل في الدفاع عن حظوظها في التتويج وتحقيق الأمنية الأكبر لجماهيرها الوفية لكن هذا لا يعني أن الكأس مضمونة والتأشيرة إلى مونديال الأندية مَحسومة. ذلك أن «المَعركة» ستكون كعادتها قوية وقد يجد الفريق نفسه خارج السباق بهفوة فنية أو»غَفوة» دفاعية أو»زلّة» تحكيمية. وبلغة أوضح سيلعب نادي «باب سويقة» من أجل الفوز باللّقب لكن إحتمالات الخَسارة تبقى واردة وهذا ما يَجب أن تستوعبه الجماهير الغاضبة التي من حقها أن تطالب بالإصلاحات والتعزيزات دون تسليط الضّغوطات على اللاعبين والفنيين والمسؤولين بشكل يُوحي بأن الكأس الإفريقية تحوّلت إلى «كَابوس» يُطارد «المكشخين» في يَقظتهم ومَنامهم بدل أن تكون «هدفا عَاديا» في جمعية تُوّجت بكلّ البطولات المُمكنة ومن غير المعقول أن تختزل مسيرة 100 عام من الكفاح والنجاح في لقب واحد. دوليا، احتفلت أكثر من جمعية عَالمية وعربية «عملاقة» بمرور مائة عام على تأسيسها دون أن تكون على عرش الكرة الأوروبية والإفريقية. حصل ذلك مع «برشلونة» و»الميلان» والزّمالك وحتّى الأهلي وهو صاحب الأرقام القياسية في الفوز برابطة الأبطال الإفريقية.