تونس الشروق: وجّه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي دعوة إلى الندائيين لتوحيد صفوفهم والإسراع بعقد مؤتمر وطني لإنهاء أزمات الحزب وإرجاعه الى مكانته في الساحة الحزبيّة والسياسيّة. خلال أقل من أسبوع وجه رئيس الجمهورية دعوتين إحداهما في حواره التلفزي والأخرى في لقائه مع كتلة حركة نداء تونس مفادها الدعوة الى توحيد الحزب والكتلة النيابية والاتجاه الى المؤتمر في اقرب الآجال للحفاظ على الحزب وموقعه في الساحة السياسية. كما حملت الدعوة موقفا واضحا من الرئيس مفاده ان ما يشهده نداء تونس من خلافات لا يعتبر خلافات جوهرية وإنما خلافات عادية يمكن ان تدار بالحوار الداخلي سواء بين قيادات الحزب او بين نوابه وسط الكتلة البرلمانية. وحملت الدعوة أيضا مطالبة بتوحيد موقف نواب حركة نداء تونس من القضايا السياسية الراهنة ومن أزمة البلاد حتى يضطلع النداء بالدور الذي ألقي على عاتقه في انتخابات 2014 وكان لافتا تشديد رئيس الجمهورية خلال اللقاء على أهمية تجاوز الوضع الراهن الصعب الذي يمرّ به الحزب في إشارة الى ما حدث مؤخرا من انقسام جراء الأزمة السياسية والاختلاف في الموقف من مصير رئيس الحكومة يوسف الشاهد. وبالرغم من عدم التوصل الى موقف موحد الى غاية كتابة هذا المقال فانه هناك بوادر يمكن ان تؤشر على احتمال انفراج الأزمة الداخلية في النداء خاصة مواقف بعض النواب الذين كانوا يدعمون بقاء الشاهد مثل محمد خميس الذي اعتبر انه من الضروري الأخذ برأي رئيس الجمهورية الذي دعا الشاهد الى الاستقالة او التوجه الى البرلمان كما حصل نوع من التغير في موقف أحد قيادات شق «الهيئة السياسية» عبد الرؤوف الخماسي الذي اعتبر في حديث هاتفي مع رئيس الجمهورية انه لا يخرج عن خط الرئيس المؤسس لنداء تونس. وفي انتظار ما سيفضي اليه اجتماع الكتلة البرلمانية لحركة نداء تونس اليوم ولقاء القيادي عبد الرؤوف لخماسي مع رئيس الجمهورية فقد اكد الناطق الرسمي باسم النداء منجي الحرباوي وجود بوادر استجابة لدعوة الرئيس وهناك إمكانية للتوصل الى موقف موحد بخصوص القضايا الوطنية الكبرى خاصة مسألة الحكومة ووثيقة قرطاج2. واعتبر الحرباوي انه من المفترض ان تتجسد الاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية في مناسبات لاحقة منها اجتماع الكتلة اليوم بالتوصل الى موقف موحد سواء على مستوى الكتلة النيابية او الحزب ويتم تنفيذ ذلك الموقف. وحول بوادر الاستجابة لمواقف رئيس الجمهورية ودعوته للحوار قال محدثنا انه هناك بوادر ايجابية وانه في كل الأحوال لابد من الانضباط لمواقف الرئيس المؤسس والحزب مهما كانت و احترامها. ومن المنتظر ان تعقد كتلة حركة نداء تونس صباح اليوم اجتماعا لها في مقر البرلمان من اجل تدارس الوضع السياسي في البلاد والخلافات حول مصير رئيس الحكومة اما البقاء او الرحيل كما دعا الى ذلك رئيس الجمهورية وسيكون هذا الموقف محددا في مسار الازمة التي تعيشها البلاد منذ قرابة الشهرين فاما ان تكون هناك كتلة حاكمة مع بقاء الشاهد او مع رحيله ان نجحوا طبعا في اتخاذ موقف موحد. اجتماع تعقد الكتلة البرلمانية لحزب نداء تونس صباح اليوم اجتماعا مخصصا لتدارس الازمة السياسية حيث من المنتظر أن تتناول قرار التصويت بخصوص مقترح رئيس الحكومة تعيين هشام الفوراتي وزيرا جديدا للداخلية، وتوحيد الموقف حول مسار وثيقة قرطاج.