يتسابق أصحاب المحلات التجارية لجذب العطاشى في موجات الحر الحارقة، من خلال عرض عبوات مياه الشرب البلاستيكية على الأرصفة والطرقات، تحت أشعة الشمس الحارقة، متجاهلين أن هذه الطريقة "تسرع في إشعال قنبلة صحية موقوتة داخل أجسام شاربيها"، بحسب خبراء ومختصين. "استهتار" بعض الباعة وبعض شركات تصنيع عبوات المياه المحلية والعالمية، التي تسمح بعرض منتوجاتها تحت أشعة الشمس بحثا عن الربح السريع، فضلا عن ضعف الجهات الرقابية على المحلات المخالفة لشروط التخزين، جميعها أسباب تساهم في احتمالية إصابة مستخدمي تلك العبوات بمرض السرطان على المدى الطويل، وفق ما ذهبت إليه دراسة عالمية وأخرى عربية وخبراء صحة تونسيون. تفاعل خطير تذهب الدراسات العلمية ذاتها في تفسيرها لما يحدث من تفاعلات بين العبوات البلاستيكية والشمس، قائلة إن "الحرارة تتفاعل مع المواد الكيميائية في البلاستيك الموجود في عبوة المياه، فتقوم بتحرير مادة خطرة يطلق عليها (الديوكسين) وهى مادة شديدة السمية على خلايا الأجسام، وتسبب سرطانات مؤكدة، وبخاصة سرطان الثدي عند النساء والرجال". تحذيرات من احتمال الإصابة السرطانية على الرغم من تحذيرات صحية رسمية من احتمال التسبب بإصابات سرطانية في حال حدوث تفاعل كيميائي بين المواد المكونة للعبوة البلاستيكية ومياه الشرب في داخلها، إلا أن أغلب أصحاب المحلات يجهلون تلك المخاطر الصحية، بل حتى إن عرفوها فإنهم يتغاضون عنها مقابل ما يجنوه من أرباح مالية، وخصوصا في شهري جويلية وأوت. وزارة الصحة بدورها سجلت العديد من المخالفات بحق المحلات التجارية التي تعرض المياه في الشمس، متجاهلة الشرط الأساسي لتخزين المياه، وذلك بتقديم إنذار مبدئي في حين أحالت المحلات التي تكررت مخالفتها إلى القضاء بالتعاون مع منظمة الدفاع عن المستهلك. كما أن عرض عبوات مياه الشرب تحت أشعة الشمس "محظور" تماما، بغض النظر عن وجود موجة حارة أم لا، حيث تعمل درجات الحرارة العالية على تحليل العناصر التي تتكون منها العبوة البلاستيكية، والتي تتحول إلى مواد مسرطنة. وناشد السيد لطفي الرياحي رئيس المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك المواطنين بعدم شراء عبوات المياه المعروضة تحت أشعة الشمس، والتي قد تعرض حياتهم للخطر". وزارة الصحة بدورها تطلب رسميا من أصحاب شركات المياه التي تحمل العلامات التجارية الكبرى منع وكلائها من عرض "ستيكات مياه الشرب"، خارج المحل وتحت أشعة الشمس. وهناك عادات أخرى سيئة عند إعادة التعبئة من داخل المنزل في تلك العبوات الكبيرة، فغسل تلك العبوات باستخدام المنظفات قد يزيد من فرص تحلل المواد، كما أنَّ أغلب العبوات المصنعة ذات عنق ضيق مما يحد من عملية تنظيفها في المنزل بذات الجودة والتعقيم في مصانع إعادة التعبئة .