ثلاث رسائل دفعت بها عهد التميمي عبر تصريحاتها الصحفية على إثر خروجها من سجون الاحتلال، لو أنها (الرسائل) تصل إلى من يهمّمهم الأمر بالامكان فكّ طلاسم هذا الوضع العربي المزري، وضع لا يغيض عدوّا ولا يٌفرح صديقا... عهد التميمي قالت إن إسرائيل، الكيان المارق عن القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان، بالإمكان مقاضاته وتتبّعه عبر المؤسسات الدولية بصفته كيانا مجرم حرب... وفي هذا الخطاب المناضل كثير من الامكانيات المتاحة في هذا المجال، وإنّ عديد المنظّمات الدولية الحقوقية في أوروبا وأمريكا اللاتينية، تتّخذ هذا الهدف سبيلا، لضخامة الملفّ الاجرامي الصهيوني في حق الأجيال الفلسطينية وخاصة منها فئة الأطفال. إذ أن إسرائيل لم تعد تتوانى في خرق الاتفاقيات الدولية بخصوص الطفل وحقوق الطفل فنرى جيشها يرتكب جرائم الحرب جهارا نهارا... الرسالة الثانية التي وجهتها عهد التميمي مباشرة بعد خروجها من سجن الاحتلال، تهمّ وضعية الأسرى الفلسطينيين القابعين نساء ورجالا وأطفالا في معتقلات وسجون لا علاقة لها بمقاييس السجون التي تراعي الحق الانساني الأدنى للسجين... فإسرائيل، هذا الكيان المارق عن الشرعية الدولية، يعذّب السجناء والمعتقلين، وإنّ عهد التميمي التي قضّت ثمانية أشهر في هذه السجون، بلّغت العالم رسالة حول المساجين والمعتقلين لافتة انتباه الحقوقيين إلى الوضعية غير الانسانية التي يعانيها هؤلاء المناضلين... الرسالة الثالثة التي جاءت على لسان عهد التميمي، هي الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة النظر عربيا في أهداف النظام الرسمي، نظام تُحاول الدوائر الغربية المسندة لإسرائيل العصابات وإسرائيل الاحتلال أن تغرقه في تفاصيل وتشتّت على شاكلة الدولة القطرية أوّلا، أي «تونس أولا» و«الأردن أولا».. إلى بقية القائمة، حتى تُمنح إسرائيل سبعين سنة أخرى على الأقل... إن الرسائل التي دفعت بها عهد التميمي أيقونة النضال في فلسطين الأطفال وفلسطين الشباب، كلّها قابلة للتطبيق... فهي لم تطلب المستحيل... الحقيقة الثابتة أمام كلّ هذه التطوّرات وأمام الخطاب السياسي الوطني الذي نطقت به هذه الطفلة المقاومة، هي أنها كذّبت أمنيات «غولدا مائير» رئيسة وزراء الكيان الصهيوني عندما قالت منذ السنوات الأولى لاحتلال فلسطين، إن أطفال فلسطين سينسون القضية بمجرّد أن يقضي الكيان الصهيوني على الآباء... على شهود العصر... لكن عهد التميمي وملايين الأطفال الفلسطينيين، ها هم يكذّبون توقّعات الصهاينة، فترى «شعب الجبّارين» يخترق جدار الصّمت والتخاذل العربيين، ويخترق كذلك جدار النّفاق الاستعماري، ويدوّي في كلّ مرة (شعب فلسطين) باختراع جديد في المقاومة وتقويض الاستعمار... الاستيطان بالأساس...