لا نَحتاج إلى الاقتداء بمنهج عبد السلام السعيداني والقيام بإستفتاء جماهيري للوقوف على آراء الأحباء في المدرب الجديد القديم للمنتخب فوزي البنزرتي المعروف من عاصمة الجلاء إلى برج الخضراء. ذلك أنّ الرّجل ينشط تحت الأضواء منذ عقود طويلة لم يعترف خلالها بالإعياء وامتهن أثناءها صَيد الألقاب المَحلية والدولية ب»الكَركارة» ليشكّل الاستثناء في ساحتنا الكُروية التي يحظى فيها ابن المنستير بالثناء والاحتفاء من قبل الكَثير من الأحباء الذين لديهم الثقة العَمياء في قدرته على كسب التَحدي بالأزياء الوطنية وتهدئة الأجواء بعد صَفعة المُونديال بفعل «حَماقات» معلول والأداء المهزوز لعناصرنا الدولية التي انشغل بعضها بإقامة السهرات الحمراء بدل مُطاردة المجد. كثيرون هم أنصار وأصدقاء البنزرتي «الهائج» في ملعبه و»الحمل الوديع» في دُنياه لكن جبهة «المُعارضين» وحتّى «الأعداء» واسعة بدورها وهذه حقيقة دامغة ولا تَقبل «الإخْفاء» ويعتقد هؤلاء أن رحيل «السيّد «خُماسيات» إلى قطر مُقابل قدوم فوزي من الدار البيضاء لن يُنهي رحلة العَناء خاصّة أن «تَكتيك» الرّجل بلغ مرحلة «الاهتراء» وتَبقى أساليبه التكتيكية وخياراته البشرية محلّ شك بما أن الرجل جمع العديد من البطولات لكنّه ارتوى أيضا حدّ التّخمة من كؤوس الاخفاقات والنكسات وتُعدّ عملية «الإقصاء» التي تعرّض لها بالأمس القريب على يد أحباء الترجي جرّاء ضياع رابطة الأبطال وتواضع الأداء بمثابة الإعلان الرسمي عن سُقوط هذه «الأسطورة» الوَهمية في نظر البعض والحَقيقية من منظار البعض الآخر. والحقيقة أنّ الاختلافات في الآراء حول هذه «القَامة» الكروية ظاهرة صحية ولا تُفسد للودّ قضية ونكاد نجزم بأن الأحباء «المُتحفّظين» على تَعيين فوزي على رأس المنتخب سيكونوا في الصفوف الأمامية لدعم المنتخب ليقينهم بأن «النسور» فوق الأشخاص ولاقتناعهم بأنّ حصول الإجماع حول مدرّب بعينه أمر مُستحيل. ولهذا نقول إنّ اختلاف البعض مع فوزي مقبول إن كان السبب في ذلك «زلاّته» الفنية و»سَوابقه» السلوكية و»ثوراته» الانفعالية على لاعبيه و»قميصه» وحتّى على قارورة الماء لكن هذا الاختلاف لن يمنع هؤلاء من مُساندته في «مَهمّته الوطنية» ومُساعدته على استعادة الكبرياء للمنتخب ولشخصه بما أنه غادر الخضراء نحو الدار البيضاء تحت وابل من المقذوفات حتّى أنّه هدّد ب»اعتزال» المِهنة في تونس التي ستعيد ل»ابنها» المُخضرم وسفيرها المُتألق الاعتبار بعد أن تَمنحه شرف قيادة «النّسور» وسيدعمه المحبّون والإعلاميون والمُحلّلون الفنيون طالما أنّه سيسير بنا في النّهج الصحيح أمّا إذا فعل العكس فلن يَنال غير النقد و»الطّرد».