خلافا لما تشهده الجهات التونسية الأخرى من حركية في الفضاءات الكبرى والمحلات التجارية بمناسبة موسم التخفيضات الصيفية الذي انطلق منذ أيام فإن جهة سيدي بوزيد لم تأت عليها رياح هذه التخفيضات حيث لم ينخرط فيها سوى 3 أشخاص اثنان منهما خارج مركز الولاية الشيء الذي يبعث على التساؤل حول أسباب عدم توفير الفرصة للمتسوقين في الجهة لاقتناء ما يلزمهم وما يلزم صغارهم من ملابس وتجهيزات يتم عرضها في المحلات التجارية في هذه المناسبة (مناسبة الصولد) التي أصبحت من المحطات التي يستعد لها كل التجار والحرفاء ويبرمجون لها ميزانية خاصة كبقية المناسبات والمواعيد الأخرى في كافة البلاد التونسية ولاستطلاع بعض آراء الأطراف المعنية حول هذه المسألة اتصلنا بالعديد من أصحاب المتاجر الذين عبروا عن عدم نجاعة الصولد في هذه الولاية لأسباب عديدة على غرار عدم توفر الكميات الكافية من الملابس أو التجهيزات سواء من حيث العدد أو النوع للمشاركة في الصولد واقتنائهم كميات قليلة ومحدودة من لوازم حياة المواطن في سيدي بوزيد و ذلك لقلة ذات اليد كما أن المواطنين ليست لهم تقاليد خاصة بالصولد لأنهم يتزودون بما يلزمهم من الملابس والتجهيزات حسب الحاجة وحسب فصول السنة لذلك فإنهم يسايرون الوضع ويتبعون أهواء وطلبات المواطن في الجهة فيوفرون لهم ما يكفيهم فقط من حاجياتهم. وبما أن الصولد لم يأخذ حجمه بالقدر الكافي في الجهة فإن التجار ليس لهم مشكل في ذلك ولا حاجة لهم بالانخراط في موسم التخفيضات شتوية كانت أو صيفية خصوصا وأن التجارة الموازية قد أثرت بصفة كبيرة على التجار القارين و ذلك باستقطاب الجزء الأكبر من الحرفاء رغم ضعف جودة بضائعها وعدم مطابقتها المواصفات القانونية المطلوبة وعدم معرفة مصادرها و مدى تأثيرها على مقتنيها. وفي حديثنا مع الحرفاء والمستهلكين عبر لنا الكثير منهم عن استيائهم من ضعف مشاركة التجار في هذا الموسم من التخفيضات وحرمانهم من فرصة التسويق والتمتع بنسب هامة من التخفيضات على غرار ما يحدث في الجهات الأخرى في مختلف المناسبات التي أصبحت ترهق المواطن و تفرغ جيوب أرباب الأسر والعائلات وعبر لنا بعض المواطنين عن تذمرهم من مصاريف النقل والتنقل إلى الجهات المجاورة التي تنعم بالتخفيضات مثل صفاقس وسوسة والمنستير والعاصمة التي أصبحت قبلة المتسوقين من جنوب البلاد إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها وبينوا أن أهالي سيدي بوزيد يتفاعلون مع مواسم التخفيضات ايجابيا حيث تتحول أعداد كبيرة من المواطنين من سيدي بوزيد إلى بقية الأسواق لمواكبة فعاليات مواسم التخفيضات والتزود بالحاجيات اللازمة لهم وفق برامج مضبوطة ومدروسة سابقا. ودعا بعض المواطنين التجار إلى إيلاء هذه المناسبة (الصولد) ما تستحق من عناية وإلى ضرورة الانخراط فيها لتسهيل عملية التسوق لمحدودي الدخل وضعفاء الحال الذين أحرقتهم نار أسعار المعروضات وخاصة في مناسبات الأعياد والأفراح والعودة المدرسية وغيرها. وطالب آخرون بضرورة توفير جميع أنواع ما يستحق المواطنون في سيدي بوزيد من الملابس والأحذية والمعدات والتجهيزات بأسعار تتوازى ومداخيل عموم العامة حتى لا تتوفر الأرضية لتفشي و انتشار السلع الموازية «المضروبة».