(الشروق) مكتب الساحل كان جمهور «الأغية الملتزمة « على موعد مساء الأحد مع الثنائي مارسال خليفة وابنه رامي في إطار فعاليات الدورة الستين من مهرجان سوسة الدولي . احتضن الحفل مسرح الهواء الطلق الجديد والذي استقبل عدد متوسط من الجماهير مما جعل الأجواء أكثر حميمية بين مارسال وجمهوره رغم حالة التوتر التي بدت على مارسال في بداية الحفل وعلى غير العادة جعلته في كل مرة يطلب من الجماهير الصمت والإنصات لما يغني من خلال برنامج غنائي إمتد على ساعتين دون إنقطاع تضمن 13 مقطوعة موسيقية افتتحها بمقطوعة قال «إنها تحية لأمهات شهداءنا الأبطال»،تلتها أغنية أهداها للأطفال بعنوان «كانت الحلوايي» ،ثم معزوفة بعنوان «صرخة» أهداها لشهداء تونس ثم غنى «منتصب القامة أمشي «،وألقى قصيد بعنوان «آخر الليل» قال قبل إلقاءها «علينا أن نحرر أنفسنا قبل أن نحرر أراضينا « وقال بعده «كنت قد ألقيت هذا القصيد في مسرح أحد الدول العربية والذي كان ملآنة بالجماهير التفت بعد القصيد لم أجد إلا البعض من بقي بالمسرح لذلك قلت يجب أن نبدأ بتحرير أنفسنا ، ثم عزف ابنه مقطوعة لبيروت من نوعية الموسيقى الجنائزية حسب وصفه تلتها أغنية أهداها لتونس بعنوان «تونس الحرة» من ألحانه وكلمات الشاعر آدم فتحي رفعت بعدها شعارات سياسية من طرفة العديد من الجماهير الحاضرة رفعوا العلم التونسي وهتفوا قائلين «تونس حرّة حرّة والإخوان على برة»،قطعها مارسال بإعادة غناء مقطع من «تونس الحرة»،ثم تعمّق تفاعل الجماهير مع أغنية «أحن إلى خبز أمي»ف»جواز سفر» وصولا إلى أغنية «يا بحرية» ، برنامج غنائي طغت فيه الإرتجالات الموسيقية الغربية من طرف رامي الذي كان يعزف على البيانو وعلى الأورغ وعكس مستوى رفيع في ذلك إلى جانب عازف الباطري مما أعطى مسحة غربية على العرض لم يتعود بها جمهور مارسال ،وفي رد عن سؤال «الشروق» إن كان وجوده تشكيلا للبعد العالمي للعرض من خلال توظيفه لمعزوفات من «الموسيقى العالمية» قال رامي في نرجسية واحتراز» لقد كان مارسال عالمي قبل أن أتواجد معه ما اضفته هو بعض الجنون ونوع من الحرية في الموسيقى التي أركز عليها إلى جانب أشياء تتعلق بخبرتي وبتنقلاتي في عدة بلدان عالمية وقارات انعكست على الموسيقى التي أعزفها»،وحول الفئة التي تتمعش من ما يسمى ب»الأغانية الملتزمة» تحت غطاء قضايا الشعوب أجابنا مارسال قائلا « أنا ضد تصنيف الأغنية وحصرها في جانب دون آخر فالإنسان له جملة من الأحاسيس يعبر عنها تشمل مختلف جوانب الحياة تتضمنها الأغنية فنحن لسنا بحيوانات نادرة موضوعة في أقفاص للفرجة فأنا غنيت في مختلف المواضيع وتجربتي متواصلة بسبب ذلك بالإرتكاز على أسس علمية فنحن جئنا بخلفية موسيقية خريجي معاهد موسيقية وأعتقد أن الأغنية المناضلة يجب أن تكون من أصفى ومن أبدع الأغنيات دون إستسهال فالأغنية النظيفة العميقة هي الأغنية الملتزمة».