صناعة المظلة القابسية كانت في ما مضى مصدر رزق لعديد العائلات المعروفة والمشهورة بشط السلام مدينة قابس بحيث تحتل المراتب الأولى من بين مجموعة من الحرف التقليدية خاصة بمنطقة شط السلام المعروفة منذ القدم باتقان سكانها لحرفة ورثوها أبا عن جد ونظرا الى مكوّناتها الطبيعية وكثافة نخيلها وتنوعه تنطلق صناعة المظلة القابسية من سعف النخيل المادة الأولية ومصدرها قلب النخلة وسعفها الأخضر الناصع ولبها وأشهرها نخلة «البوحطم» ذات السعف الرفيع والجيد والبقية تعتبر متوسطة الجودة في الغالب يستعملها الفلاح وقاية من أشعة الشمس الحارقة يهديها زوار قابس الى كل الأحبة والأصدقاء والأقارب باعتبارها احدى خاصيات الجهة منذ سنين، وحرفاؤها من التونسيين الذين لا تخلو بيوتهم من المظلة القابسية لتتناسق مع القفة الحامية في الأسواق وعديد الفضاءات الأخرى وكذلك السياح العرب والأجانب. المرحلة الاولى تبدأ مع بداية فصل الصيف بقص سعف النخيل من طرف محترفين معروفين بكفاءتهم يمتازون بالحنكة والمعرفة الدقيقة بالنخلة الولادة للسعف الممتاز والرفيع ويقسم غصن السعف الى نصفين عموديا وينشر على شكل دائري في مساحات شاسعة على الأرض وفوق الأسطح ليجف ويتغيّر لونه من الاخضر الى الأصفر الناصع الذهبي ثم المرحلة الثانية يجرد سعف النخيل من أغصانه ثم يتم تقسيم السعفة عموديا على عرض 3 مم تقريبا بإبرة كبيرة الحجم تسمى«اليشفة» مهمتها «التشليخ» ثم تأتي المرحلة الثالثة وتسمى «الضفيرة» العملية وتشبه الى حد ما ضفيرة الشعر الطويل للصبايا... ويفوق طول الشريط الواحد الاربعة أمتار يكفي لمظلة واحدة ثم تقع إزالة الحاشية الزائدة على طول طرفي الشريط اثر ذلك تأتي مرحلة خياطة المظلة للشكل المصلوب للقبعة والأطراف بمطرقة وسندان خشبيين وتتم القفلة في نهاية الشريط ويكتمل شكل المظلة.