يمكن القول إن الموسم الفارط كان موسما ناجحا للتحكيم التونسي وحتى الاحتجاجات البسيطة التي حدثت هنا وهناك فإنها لم تكن مؤثرة على نتائج المباريات أو من توج أو غادر النخبة. في هذا الموسم منح قيراط الفرصة لوجوه جديدة أثبتت أن هناك أسماء قادرة على التألق والبروز مثل مراد بن حمزة وسليم بالخواص ومحمد بن حسانة ويوسف السرايري وهيثم القصعي وعدة أسماء أخرى كانت في المستوى وأكدت أن الباب قد أغلق أمام الصفارة الأجنبية وهذا مكسب كبير للقطاع ككل.
نجاح السرايري في امتحان الدربي
يوسف السرايري أدار 12 مقابلة وكان تحكيمه هادئا وعادلا عموما ومن أهم مبارياته مباراة الأجوار ما بين الترجي التونسي والنادي الإفريقي وفيها أثبت أن هناك حكاما تونسيين لهم الشجاعة وكل ما يلزم لقيادة أهم وأكبر مقابلاتنا. السرايري نجح في هذا الامتحان الصعب على عكس مقابلة الأجوار الأخرى التي غير نتيجتها فؤاد البحري.
نجم بالغياب
الجديدي قاد سبع مقابلات فقط في الرابطة الأولى والسبب أن الحكم المذكور يعيش خارج حدود الوطن وهو موجود على ذمة الاتحاد الإفريقي أو الدولي للمشاركة في التربصات أو لقيادة اللقاءات. الجديدي مثال يحتذى لزملائه الحكام بل إنه مفخرة لهم. الجديدي أدار عديد المباريات للنوادي والمنتخبات على غرار القمة المصرية بين الأهلي والزمالك أو مباراة تصفيات أمم إفريقيا ما بين السينغال والكوت ديفوار.
بالخواص وفيّ لسمعته
سليم بالخواص أدار (16) مباراة وكان من أبرز الحكام في هذا الموسم الطويل العريض. هذا الحكم التحق بالقائمة الدولية هذا الموسم مؤكدا للموسم الثاني على التوالي أنه عرف نقلة كبيرة في كل شيء فهو صاحب لياقة بدنية عالية جدا وهو حكم يتطور من لقاء لآخر والجامعة كانت عادلة بعد أن ردت له الاعتبار بعد أن ظلمه منذ أسابيع الحبيب ناني الذي جاء للقطاع في غفلة من الزمن وخير دليل على ذلك أنه اختفى تماما من دنيا الحكام والتحكيم.
بن حسّانة نجم الموسم
محمد بن حسانة هو أحسن حكم في الموسم الحالي ودون منازع صحيح أن الرجل أدار 13 مباراة لكن وجوده خارج حدود الوطن في أكثر من مرة حرمه من قيادة مقابلات أخرى.
بن حسانة أدار اللقاءات الهامة والصعبة والكلاسيكية مثل الملعب والنجم الإفريقي والنجم الاتحاد المنستيري والنجم فضلا عن الإفريقي والترجي والبنزرتي ولكنها مباريات فيها رهان وضغط لكن الحكم المذكور كان موفقا بنسبة مائوية كبيرة جدا وخاصة وهذا الأهم كان عادلا نزيها وأنيقا.
رقم قياسي لبن حمزة
يمكن القول إن مراد بن حمزة حقق رقما قياسيا هذا الموسم حيث وصل عدد مقابلاته إلى 17 وهو رقم لم يصله أي حكم آخر في بطولتنا... بن حمزة ليس شابا كما يتوهم البعض فهو من مواليد سنة 1975 لكنه أخذ فرصته متأخرة جدا لأن رؤساء اللجان الذين سبقوا قيراط كانت لهم حسابات وبن حمزة حكم صاحب شخصية ولا يمكن أن يدير المباريات كما يفعل بعض الحكام الحاليين وخاصة السابقين وهذا موضوع طويل.
رهان ناجح
هناك حكام راهنت عليهم إدارة التحكيم فكانوا في المستوى المطلوب ومن بين هؤلاء نذكر كل من غازي بن غزيل الذي أخذ فرصته وكان في المستوى حيث أدار 8 مقابلات وماهر الحرابي قاد سبع مباريات وعادل الصغير أدار 11 مقابلة نفس الشيء لهشام برك الله هؤلاء اعتمدت عليهم اللجنة وقاموا بواجبهم وحتى أخطاء هؤلاء فقد كانت عادية وعفوية.
القصعي حكم المستقبل
هيثم القصعي برز هذا الموسم وتألق كأحسن ما يكون حيث أدار عشرة لقاءات في الموسم الحالي وفيها كان ثابتا بارزا وعادلا بل إنه كان المفاجأة السارة والرهان الناجح لهشام قيراط رئيس لجنة التعيينات وما يبشر بكل خير أن هذا الحكم لا يزال دون 30 سنة من عمره وهذا ما يؤكد أنه سيكون حكم المستقبل بل إنه مرشح بارز ليدخل القائمة الدولية خلال السنوات القليلة القادمة لأنه يتوفر فيه كل ما هو مطلوب.
حكم واعد
عبد الحميد الحشفي حكم ظهر هذا الموسم وأدار ثماني مقابلات في الرابطة الأولى وهو رقم كبير لحكم مبتدئ، الحشفي حكم عادل ونزيه يمكن أن يستفيد منه القطاع خلال قادم المواسم والأعوام حتى وإن كان مستواه الفني دون المطلوب، الحشفي حكم صاحب شخصية ولياقته البدنية مقبولة وربما يتحسن مستواه ويكسب الثقة في نفسه مع مرور الوقت والمباريات، المهم أن الحشفي يمكن له قيادة عديد اللقاءات ويساعد إدارة التحكيم في عملها.
الحكم الرابع
يسر سعد الله أصبح وجوده زائدا عن النصاب وكل اللقاءات التي ظهر فيها لم يكن فيها موفقا بالمرة حيث سمح للاعب في رصيده إنذاران بالتواجد فوق الملعب. وفي مرة أخرى يسمح بأربعة تغييرات كما أنه لا يعلن عن ضربة جزاء واضحة أو كرة تجاوزت الخط بكامل محيطها. سعد الله وحتى على المستوى القاري يعول عليه كحكم رابع في بعض الأحيان (ثلاثة لقاءات كحكم رابع سنة 2012).
بالناصر فاته الركب
قاسم بالناصر اختفى هذا الموسم وأدار لقاء وحيدا لم يستطع إنهاءه، بالناصر غادر القائمة الدولية وليته يراجع نفسه لأن الركب فاته منذ مواسم ولم يعرف أو يدرك أن التحكيم العصري أصبح يتطلب لياقة بدنية كبيرة وخاصة سرعة، بالإضافة إلى التكتيك التحكيمي، قاسم لياقته ضعيفة جدا وهو الآن مجبر على الاختيار بين وقفة تأمل وتطوير نفسه أو ترك الساحة تماما.
خلاف في بيت قيراط
هيثم قيراط أدار ستة لقاءات فقط في الرابطة الثانية وكان مرشحا لقيادة مقابلات أخرى لكن هشام لم يكن عادلا وحرم ابنه من لقاءات أخرى يستحقها كما أن قيراط الصغير كان جديرا بالظهور في الرابطة الأولى آخر الموسم لكن مرة أخرى يتعسّف الأب على الابن وهو ما جعل قيراط الصغير يغضب لكن في صمت، هل يراجع هشام نفسه أم أن هيثم سينتظر تغيير والده حتى ينال نصيبه من التعيينات مثل زملائه.
البحري أهدر فرصة العمر
فؤاد البحري أضاع ثاني أهم فرصة في حياته التحكيمية فبعد أن أساء التصرف منذ مواسم قليلة وأهدر فرصة الدخول للقائمة الدولية توفرت له هذا الموسم فرصة قيادة اللقاءات الكبيرة والكلاسيكية مثل لقاء الإفريقي والنجم ثم النجم والترجي لكن في المرتين كان خارج الموضوع تماما بل إنه غير النتيجة وكان سببا في الهزيمة لهذا والفوز لذاك، البحري صمد وإن عاد فسيكون ذلك لقيادة مقابلات بلا أهمية مثلما هو الحال للرحموني.
مراجعة النفس ضرورية
ماهر الحرابي حكم ليس شابا فهو من مواليد سنة 1977 أدار هذا الموسم سبع مقابلات في الرابطة الأولى. الحرابي راهن عليه هشام قيراط هذا الموسم ونجح في ذلك، صحيح أن مباريات هذا الحكم لم تكن صعبة لكن الحكم المذكور دخل مع الكبار وما عليه إلا مراجعة نفسه وبذل مجهودات أكبر حتى يطوّر من عطائه البدني والفني ويدخل ضمن الحكام الكبار.