التمسّك بالفن الأصيل ،تفعيل الرسالة الفنية ،احترام الجمهور في توقيت ومضمون الحفل وفي التفاعل معه ، انضباط ركحي، تواضع وغيرها من صفات المبدع والتي يبرز بها المطرب لطفي بوشناق كلما حل بركح مهما كانت المنطقة التي يوجد فيها . الشروق – مكتب الساحل : صفات قد تندرج في مقولة الشيء من مأتاه لا يستغرب ولكن في كل مرة يبهر بها هذا الفنان جمهوره وحفل مساء الأحد 5 أوت بمسرح سيدي الظاهر بسوسة الذي شهد حضورا جماهيريا مكثفا كان نموذجا لذلك، انطلق باحترام بوشناق لتوقيت العرض ولمدته والتي تجاوزت الزمن المتفق عليه لتبلغ ساعتين ،مرورا بتفاعل راق مع الجمهور رسخ فيه مكانته وصورته الفنية وصولا إلى برنامج غنائي نفذته باقتدار فرقة ضمت نخبة من الموسيقيين المخضرمين بقيادة الموسيقي عبد الحكيم بلقايد ،لم يجترّ فيه بوشناق قديم أغانيه ولا أغاني غيره بل رسّخ فيه إنتاجاته الجديدة في مختلف المواضيع بشعر فصيح وآخر تونسي عميق وبألحان مدروسة وكان بعد كل أغنية منها يتوجه للجمهور قائلا «بربي اصبرو علي شوية لي الكثير من الجديد أريد إسماعه لكم»، بدأ بأغنية «عجبي»،ثم «حبيتك وتمنيتك»،«نغني لنحيا» ،«خدعني»، ثم غنى «أجراس العودة» الأغنية التي أثارت جدلا في الخليج وأرجع بوشناق أسباب الجدل إلى ما وصفه بالجهل وذلك أثناء الندوة الصحفية التي تلت الحفل ،حيث قال أنه كان يقصد سيدنا سليمان وليس ملك السعودية وبعد التوضيح وصلته إعتذارات من العديد من الصحف والمواقع العربية وضحوا فيها الأمر داعيا من اتهمه بأن يقرأ ويطالع ويثقف نفسه، أثناء الحفل طلب الجمهور من بوشناق أغنية «الكراسي» فأجابهم «لم تعد الآن كراسي أصبحت أرائك اليوم بل حشايا ينامون عليها نوما»، فتفاعلت معه الجماهير ، كما تفاعلت معه النساء الحاضرات عندما أهدى لهن أغنية «هامو بشقرا وسمرا» تلتها مجموعة من الأغاني القديمة مثل «نسايا»،«ريتك ما نعرف وين»،«انت شمسي»،«العين الي ما تشوفكشي» وكرّم الفنان المرحوم الصادق ثريا بأغنية «كي يضيق بيك الدهر يا مزيانة» واختتم بوشناق السهرة التي طالب الجمهور فيها بمزيد من الأغاني بوصلة في المالوف التونسي وصلت بالجمهور حد النشوة وأتقن فيها بوشناق في ذكاء كيفية التدرج في برنامجه الغنائي وتحريك سواكنهم بعيدا عن طريقة تحريك الأحزمة بما يمتلكه من حب لفنه ولما تتميز به انتاجاته الموسيقية من عمق تجاوز فيها الجمهور مرحلة السمع ليصل مستوى الإنصات، مؤكّدا أن الكبار قدرهم الإبداع وأنه لا يساوم في مضمون أغانيه لحنا وشعرا وأن الفن رسالة أو لا يكون واختار الطريق الأصعب والأكثر مشقة حتى يكون خالدا في حين اختار آخرون طريق الشهرة السريعة و«فن التجارة»والتي لن يتجاوزوا بها صفة الظاهرة.