تونس:أحيى المطرب التونسي لطفي بوشناق ليل الاثنين حفلة موسيقية متألقة في إطار الدورة السادسة والاربعين لمهرجان قرطاج الدولي الذي يختتم نشاطاته الخميس، غنى خلالها للعمال في الحدائق والخبازين والموسيقيين.وقال بوشناق لنحو 15 الف متفرج غصت بهم مدرجات المسرح الروماني في قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس انه "يقدم مشروعا ثقافيا انسانيا كبيرا يكرم فيه فئات اجتماعية تكد لتبني الحياة". وقدم بوشناق مشروعه الموسيقي والغنائي باللهجة المصرية برفقة فرقة موسيقية تضم 24 عازفا و21 منشدا. ويتضمن العمل الجديد الذي يحمل عنوان "جنايني" اغاني معاناة الخباز والعامل والنجار، ومعاناة العازفين والملحنين. وبدا المطرب التونسي وكأنه يعيد تجربة قريبة الى قلبه سبق ان خاضها فنان الشعب المصري الراحل سيد درويش قبل اكثر من 90 عاما عندما قام بالغناء لكل فئات الشعب المصري من العمال والفلاحين وسائر المهن. وكان بوشناق قدم هذا العمل الجديد لاول مرة قبل نحو ثلاثة اشهر في افتتاح الدورة الثالثة لمهرجان "انغام من الشرق"، في قاعة مسرح قصر الامارات الذي تنظمه هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث. ووجه المطرب التونسي الذي يشغل منصب سفير للامم المتحدة للسلام منذ 2004 خلال الحفلة التي استمرت ساعتين ونصف الساعة تحية خاصة "للفلسطينيين لا سيما في غزة" المحاصرة. كما غنى بوشناق الذي يعتبر "سفير الاغنية التونسية فى العالم" باقة من اغانيه التي دفعت به الى عالم الشهرة في العالم العربي من بينها "ريتك ما نعرف وين"، و"نساية"، و"خلتي"، و"عجيبة وغريبة"، التي تفاعل معها الجمهور من خلال التصفيق الحار والزغاريد التي عمت ارجاء المسرح الاثري. واختتم الحفل بأغنية "العين الي ما تشوفكشي" التي كتب كلماتها الشاعر التونسي ادم فتحي وسبق ان غناها بوشناق برفقة الفنانة اللبنانية ميشلين خليفة في المهرجان ذاته ضمن عرض "نغمات من كتاب العمر" الذي حضره اكثر من عشرة الاف شخص العام 1999. وبدأ لطفي بوشناق (58 عاما) مسيرته الفنية في سبعينات القرن الماضي وتعلم الغناء والموسيقى على يد كبار الفنانين التونسيين من بينهم علي السريتي وصالح المهدي قبل ان يلتحق بفرقة الرشيدية العريقة وعمره لم يتجاوز خمسة عشر عاما ليصبح المغني الأول فيها. كما لحن له كبار الملحنين العرب من بينهم المصريان احمد صدقي وسيد مكاوي والعراقي فتح الله احمد والتونسي أنور ابراهم . وحظي بشهرة واسعة في البلدان العربية والأجنبية، وقدم العديد من الحفلات على أكبر المسارح العربية والعالمية استمال خلالها قلوب أشد المولعين بالطرب والموسيقى العربية الأصيلة. وهو حاصل على عدد من الجوائز من بينها "وسام الاستحقاق الثقافي التونسي" عام 2005، و"الرباب الذهبي" ارفع جائزة يسلمها المهرجان الدولي للفنون الشعبية بمراكش، في المغرب.