بالرغم من ان العديد من الحرف و الصناعات القديمة والتقليدية التي تختص بها جهات دون اخرى في طريقها الى الزوال والاندثار لقلة المقبلين على امتهانها وعزوف البعض الاخر عن ممارستها وتراجع ترويج منتجاتها فان حرفة صناعة الركابية والبردعة للخيول والبغال والحمير ما تزال قائمة بجهة اولاد هلال من عمادة سلول التابعة لمعتمدية عين دراهم تشهد على احقاب الازمنة المارة والمنقضية. هذه الحرفة اليدوية التي كانت مزدهرة بكثرة في حقبة الاستعمار للبلاد التونسية وخلال السنوات الاولى من الاستقلال نظرا وان جل تنقلات الاشخاص في الاسفار والذهاب الى الاسواق في ذلك الزمان كانت تتم على ظهور الدواب لقلة السيارات ومحدودية اعدادها وغياب الطرقات المهيأة لها ما تزال تمتهنها العديد من العائلات التي توارثتها ابا عن جد بهذه الجهة. هذه الصناعات وان قل انتاجها بجهات اخرى إلا انها ما تزال تروج بالعديد من الاسواق الاسبوعية بجهات الشمال الغربي وقد ارتفعت اثمانها خاصة بالسوق الاسبوعية بمدينة فرنانة المعروفة بكثرة بيع الدواب بها من الحمير والبغال لإقبال العديد من سكان المناطق الجبلية والريفية البعيدة والنائية على امتلاكها وتعد البردعة الوسيلة الوحيدة والضرورية التي تتمكن الحمير من رفع الاثقال دون ان تلحق اذى وأضرارا بظهور هذه الدواب اما الركابية فهي للبغال والأحصنة عند التنقل والسفر وهي تعوض السرج واقل قيمة وابخس ثمنا .