تونس (الشروق) السيد توفيق البحري (53 سنة) أصيل مدينة الماء والزّهر «زغوان» اختار أن ينقُل عبير عطر زهره الفوّاح للضّاحية الشماليّة بسيدي بوسعيد من خلال تنقّله اليومي لترويج المشمُوم بمدخل أعالي المدينة العتيقة التي تُعتبر بمثابة شرايين حركة المرور والسّير. وفي لقاء معه بدأ «سي توفيق» حديثه بالقول بأنّ علاقته بالمشمُوم لها حكايّة وراثيّة وغرام وذات أصول بدأت مبكّرا منذ سبعينات القرن الماضي من خلال مرافقة الوالد والأخوة لتعلّم ثوابت «الصّنعة» واشتغل لذاته في عمر 12 سنة بالانتصاب بشارع بورقيبة بتونس ثمّ قرطاج. واستقرّ منذ 35 خلت بمدينة سيدي بوسعيد بصفة اختياريّة وقانونيّة. وأضاف السيد توفيق بأنه طيلة هذه المسيرة المهنيّة كوّن شبكة حرفاء قارين وموسميّين وعابرين من مختلف الشرائح الاجتماعيّة والعمريّة ومن مُحبّي المشمُوم الذي يكثر عليه الاقبال في موسم الاصطياف من قبل التونسيين والاشقاء الجزائريين والليبيين وعمالنا بالخارج إضافة إلى السّواح الأجانب من الرّوس – التشاك –البولونيين وغيرهم ممن بدأوا في العودة التدريجيّة. وبخصُوص المادة الأوليّة قال «عم توفيق» بأنّ المشمُوم نوعان في الصّيف هما الفلّ والياسمين وفي الرّبيع الزّهر وفي الشتاء «البهيرة» وبالنّسبة إليه يزرع الياسمين بالدار ويجنينه يوميّا مبكّرا ويتولّى تكوين باقات المشمُوم بصُحبة زوجته. وبالنسبة لمشموم الفل يقتنيه حاضرا بالجملة من قبل مزود من الحمامات. وشدّد توفيق البحري بأن استمراريّته في هذه المهنة وليدة حكايّة عشق وحرص على ترويج مشموم وعقُود ذات جودة عاليّة والتي يقترنها بالكلمة الحُلوة والاستجابة لرغبات الحرفاء لضمان ديمومة الإقبال. واختتم «سي توفيق» حديثه بالقول بأنه فخُور بمهنته وقنّوع بمكسبه المادي الذي مكنه من تحقيق رغبات عائلته عن طريق المشمُوم يعبّر على بساطته بوّابة السّياحة بمدينة سيدي بوسعيد وغيرها من المناطق المحيطة.