لا يختلف إثنان في كون فصل الصيف هو من أكثرالفصول التي تكون فيه الحركة نشيطة بحكم طول وقت الفراغ(نظام الحصة الواحدة) بحيث تتنوع فيه الأنشطة وتقام فيه الحفلات والمهرجانات ويحلو الذهاب إلى الشواطئ والفضاءات الترفيهية ويشهد بالتالي هذا الفصل انتعاشة على مستوى الدورة الاقتصادية فتظهر بعض المهن بحلوله وتختفي بإنقضاءه ولعل أهمها على الإطلاق مهنة صنع و بيع المشموم . مدينة قابس مثلا لم تشذ عن القاعدة بل لديها حرفيون دأبوا على ممارسة هذه المهنة وتفننوا فيها وذاع صيتهم في هذا المجال ومن هؤلاء الحرفيين وسام الفاهم قضى أكثر من 17 سنة في صنع القلائد والمشاميم وإشتهر في ذلك حيث إتخذ مكانا استراتيجيا ككل موسم في وسط المدينة يستقبل حرفاءه ببشاشة ويقدم لهم الخدمة المطلوبة إلتقيناه على طاولة صنع المشموم فقال « إن هذه الحرفة تتطلب صبرا وجهدا كبيرين فإننا نعمل على امتداد السنة في الإعتناء بشيجرات الفل والياسمين وغرس المزيد منها نحاول قدر المستطاع الحصول على أرقى أنواع هذه الأزهار وأجودها حتى يلقى لدينا الحريف طلبه كما تتطلب أيضا» الغرام» فصانع المشموم يجب أن يكون مغرما بهذه الحرفة حتى يتقنها على الوجه الأكمل وعن مراحل صنع المشموم أفادنا صاحبنا قائلا» نجلب الأعواد التي نستعملها كمحامل لشد زهرات الفل والياسمين من مطماطة ونقصها ونهذبها ونلفها على بعضها ونزينها بأشرطة لماعة حتى يكون المشموم أكثر جمالا وجاذبية كما نقوم بصنعه على الفور وحسب الطلب» ويزداد التهافت على المشاميم واقتناءها في فترة الأعراس وخلال الحفلات وتتراوح أثمانه من 1د إلى120 د بحسب نوعية الزهرة وكبر المشموم كما ينتشرالباعة في كل الأماكن والفضاءات الترفيهية من المنتزهات والمقاهي المترامية على الكورنيش حاملين القلائد والمشاميم المتنوعة لترويجها على طالبيها.