مكتب نابل (الشّروق): تتعدّد الشّواطئ وتتنوّع بالحمّامات على امتداد حوالي 17 كلم وقد اخترنا أن نرحل بكم إلى شاطئ بحر «القدادة والحوانت» المتميّز بتاريخه وموقعه الإستراتيجي الفاصل بين شاطئي اللّيساي والملاّحة قبّالة المركّب الشّبابي والرّياضي بالحمّامات والذّي جعله يفوق من ناحية رواده بقيّة الشّواطئ. هو امتداد لما يسمّى بمنطقة الماء المالح وقد أخذ تسميته «القدادة والحوانت» من أحد الأحياء والمناطق المهمّة والمتاخمة له المعروفة بحيّ القدادة نسبة إلى عائلة آل بوقدّيدة التّي كانت تغطّي كامل المنطقة حسب ما أفادنا به أحد متساكنيها الحلاّق لزهر جبنون مضيفا أنّ جلّ الألقاب الحاليّة تعود في الماضي إلى لقب «بوقدّيدة» قبل أن تتفرّع إلى ألقاب أخرى... كما بيّن لنا خصوصيّة المنطقة من النّاحية الفلاحيّة بزراعة الخضر الورقيّة في الشّتاء من لفت وسفنّارية وكرمب وصيفا الفلفل والطّماطم وخاصّة الملوخيّة ذات النّكهة الخاصّة وأمّا الحوانت فتعود تسميتها إلى سلسلة المحلاّت التّجاريّة الموجودة على الشّارع الرّئيسي التّحرير منذ الإستعمار الفرنسي كما برزت في فترة معيّنة تسمية «المقتلة» والتّي تعود إلى حدوث جريمة قتل هزّت الأهالي آنذاك وبقوا يردّدونها ويتذكّرونها لفترة طويلة كما كان جزء من المنطقة مخصّصا كمصبّ للفضلات قبل التطوّر السّريع الذّي عرفته الحمّامات ليتحوّل المكان إلى مركّب رياضي وقاعة ومركّب شبابي محاط بسلسلة من المنازل الفاخرة ويجب التّذكير أنّ الإعصار القويّ الذّي شهدته الحمّامات والذّي أسقط القاعة الرّياضيّة القديمة وأسوار المركّب الرّياضي سنة 2004 قد مرّ وخرج من بحر «القدادة والحوانت». سباحة وترفيه صغارا وكبارا ولكن بعض هذه الذّكريات المزعجة لم تؤثّر على العلاقة الكبيرة التّي تجمع متساكني الجهة وبحرهم الذّي ظلّ رفيقهم في جميع الفصول للتنزّه قرب المنطقة الخضراء وأشجار النّخيل وخاصّة خلال فصل الصّيف بالإستمتاع بالسّباحة في جميع الأوقات صغارا وكبارا وخاصّة في الصّباح الباكر وفي المساء بعيدا عن الإكتظاظ الذّي يشهده تقريبا كامل اليوم وهذا ما أفادنا به المولدي الجزيري أستاذ التّربية البدنيّة الذّي وجدناه رفقة أصدقائه مضيفا أنّ علاقته ببحر «القدادة والحوانت» متواصلة منذ طفولته ويخيّر القدوم حتّى مرّتين في اليوم في الصّباح الباكر و في المساء والإستمتاع بالسّباحة إلى جانب تبادل أطراف الحديث مع الأصدقاء ومن ناحيته أكّد زياد الزيّان على ضرورة العناية بنظافة الشّاطئ والمحافظة على رماله التّي فقدت جودتها المعروفة بها شواطئ الحمّامات منذ زمن بعيد كما وجب التصدّي لظاهرة زحف الواقيات الشّمسيّة بمختلف الشّواطئ بدون رخصة أو بعدم احترام عدد الواقيات المسموح بها. طريقك إلى بحر «القدادة والحوانت» يتمّ الوصول إليه عبر وسط مدينة الحمّامات باتّجاه الطّريق السّياحيّة الشّماليّة أو مرورا بمفترق شارعي الجمهوريّة والتّحرير عبر شارع الطيّب العزّابي باتّجاه المركّب الرياضي والشّبابي وبه مأوى للسيّارات إلى جانب بعض الأكشاك والمقاهي والمطاعم وعديد المرافق الأخرى.