اسمها فاطمة المشهورة بالحاضنة أصلها من بلاد النصارى سيقت إلى المهدية ثم إلى القيروان في عهد المنصور الصنهاجي وقد اختصّها هذا الأخير لحضانة ابنه باديس، توفيت سنة 420 ه. اشتهرت بالفضيلة والورع، بعد إسلامها وترسيخ عقيدتها، والبرّ حتى باهت بأعمالها الخيرية كبار رجال ونساء عصرها. كان لها وقفها على جامع عقبة بالقيروان الكتب النفيسة والمؤلفات النادرة. زليخاء زوجة المعز شهرت أم يوسف، وهي زوجة المعز ابن باديس. كانت من شهيرات نساء عصرها حسنا وجمالا وأوفرهن عقلا وكمالا. كانت كثيرة التصدق على الفقراء خاصة إثر وباء 425 ه. والمعز بن باديس هو أبو تميم الملك الرابع لدولة بني زيري الصنهاجية التي حكمت إفريقية من سنة 362ه / 972م. إلى سنة 543ه / 1148م. ولم تكن مدّة حكمه تمثّل أوج ازدهار هذه الدولة كما ذهب إلى ذلك الأستاذ ه. ر. إدريس. فإذا ما سلّمنا بوجود فترة تمثّل قمّة هذا الازدهار فإنّه ينبغي أن نجعلها في زمن متقدّم، قبل نزول الطّاعون بالبلاد وحدوث المجاعة المهولة في سنة 395ه / 1004 1005م، وقد كانا سببا في هلاك خلق كثير من أهالي البلاد. ومنذ ذلك التّاريخ، وطوال عهد حكم المعزّ، توالت المصائب والكوارث على إفريقية دون هوادة، كاشفة عن نقائص نظام اقتصادي غلب عليه الاضطراب وأنهكه الاجهاد. وقد كانت أعوام 409ه / 1018 1019م. و442ه / 1022 1023م وما بعدها جميعُها من السنوات الموسومة بعلامة سوداء. وقد عمد الرّواة ومدوّنو التّاريخ من أهل السّنة إلى إضفاء كثير من الغموض ومن التّزويق على ملامح المعزّ، وجعلوا منه، في عصر متأخّر عن زمانه، رجلا من السّنّة كان منذ نعومة أظفاره أسيرا في قبضة الشيعة. فبقي المعزّ يمثّل في تاريخ إفريقية الرجل الذي أعاد الاعتبار إلى المذهب المالكي القويم وأقام صرحه من جديد بهذه الرّبوع. وهو ما أدّى مباشرة إلى حصول «كارثة» زحف بني هلال على البلاد. وقد مات أبوه باديس فجأة ليلة الهجوم النّهائي على القلعة التي كان عمّه حمّاد قد ابتناها في سنة 398ه / 1007 1008م. وقد أدّى موته المباغت (في 30 ذي القعدة سنة 406 / 10 ماي 1016) إلى تقسيم مملكة بني زيري نهائيا لصالح فرع الحمّاديّين (405 547ه / 1015 1152م).