الأميرة أم ملال، اسمها السّيدة بنت المنصور بن يوسف الصنهاجي ولدت بقصر المنصورية الذي بناه أبوها بصبرة على ميل من القيروان. وكانت ذات تربية عالية وأدب وعلم وقد نالت مكانة هامة خاصة في عهد حكم أخيها باديس إذ كانت تشاركه في الأعمال وتقاسمه معالجة سياسة الملك، وقد ربت ابنه المعزّ وساعدته على الحكم صغيرا بعد والده باديس. ملكة بالوصاية وتعد ام ملال من ابرز الشخصيات الصنهاجية وجاء في كتب التاريخ ان أم ملال الحضرمية (ملكة تونس) هي سيدة بنت المنصور بن يوسف الصنهاجي من حمير حضرموت، المعروفة بأم ملال : أميرة حازمة تولت الملك بالوصايا. نشأت في كنف أبيها صاحب أفريقيا . ثم كانت عوناً لأخيها نصير الدولة (باديس) بعد وفاة أبيها . واشتركت معه في تدبير الأمور . وكانت أيامه مملوءة بالثورات والفتن الداخلية ، فاشتغل بالحروب ، وجعل لها الاشراف على أعمال الدولة ومات باديس سنة 406 ه خلفه على الإمارة ابنه (المعز ) وهو لم يبلغ التاسعة من عمره، فأجمع كبراء صنهاجة على إقامتها (وصية) عليه إلى أن يبلغ سن الرشد. وتولت ام ملال تدبير المملكة ، وحمدت سيرتها. وليس في تاريخ أفريقية (تونس) إمرأة مسلمة حكمتها غير أم ملال. واستمرت على ذلك إلى أن توفيت. ورثاها شعراء البلاط، وكانوا أكثر من مائة شاعر، ودفنت في المهدية (تونس) ثم نقلت إلى مقبرة امراء صنهاجة، في المنستير (موضع بين المهدية وسوسة بتونس)، المعروفة بمقبرة السيدة، نسبة إليها.